تقع ناعورة العطالة في قرية العطالة تبعد عن مدينة الشدادي قرابة الـ ١٤ كم نحو الشمال، وقد بُنيت في ثلاثينات القرن العشرين، تحديداً عام ١٩٣٠، وأخذت أسمها من القرية التي اُسست فيها.
تُعدّ ناعورة “العطالة” جزءًا من التراث المائي للحسكة، وشُيدت باستخدام الخشب، والأحجار، واعتمدت في تصميمها المبادئ الهندسية التقليدية للنواعير التي تعود إلى آلاف السنين.
تعتبر النواعير غاية في الروعة والجمال، كانت ملتقى للناس والأحبة يأتون إليها لأغراض عدة، كانت النسوة يقصدنها لغسل الصوف والفراش مستمتعات بموسيقا دواليبها الخشبية، هذا غير منظر الصبيان الذين يعتلون تلك الدواليب ومن ثم يقفزون إلى الماء راسمين بأجسادهم أجمل لوحة عشق وغزل بينهم وبين تلك النواعير.
الاستخدامات التاريخية
وكانت الناعورة تُستخدم لري المحاصيل الزراعية في قرية “العطالة” والقرى المجاورة، كما استُخدمت مطحنة للحبوب لإنتاج الطحين؛ ما جعلها عنصرًا حيويًا في الحياة اليومية للسكان.
وخدمت الناعورة قرابة الـ ٤٠ قرية في إنتاج الطحين بفضل المطحنة الحجرية التي كانت مركبة عليها، كما كانت تساهم بري عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية على ضفتي نهر الخابور.
ومع ظهور المضخات والمحركات الحديثة، فقدت الناعورة دورها الوظيفي، وتحولت إلى معلم أثري وسياحي يشهد على إرث المنطقة الهندسي والزراعي، وعلى الرغم من عدم استخدامها اليوم، إلا أنها تبقى رمزًا للهوية المحلية، حيث يُعتز بها إرثاً تركه الأجداد، خاصةً، في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة.