لم يكتف النظام البـ.ـائد بتـ.ـدمير أحياء مدينة ديرالزور، بل منع وعرقل جهود إعادة تأهيلها، وماتزال المدينة تعاني من خروج معظم أحيائها عن الخدمة نتيجة لحجم التدمـ.ـير والتخـ.ـريب الذي طالها ، وفقدانها للخدمات الأساسية بعد أن تعمدت مؤسسات حكومة النظام البـ.ـائد عدم العمل بجدية لاعادة اعمارها او السماح للمنظمات الدولية بتقديم الدعم للأهالي وتمكينهم من العودة الى منازلهم.
*تقييم حجم الأضرار
في العام 2019 قام مجلس مدينة ديرالزور بإجراء تقييم وتقدير للأضرار التي تعرضت لها أحياء المدينة من خلال عقد تم توقيعه مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية فرع المنطقة الوسطى ، والتي أجرت دراسات خلصت من خلالها لتقسيم الأحياء إلى ثلاث شرائح (الأقل ضرراً، ومتوسطة الضرر، وشديدة الضرر).
*عرقلة جهود الإعمار
الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية
وبعد إنهاء عمليات تقييم الأضرار في أحياء المدينة أوصت بأن يتم المباشرة بأعمال التأهيل في الأحياء المصنفة ضمن شريحة الأقل ضررا ، ومن ثم الانتقال إلى الشريحة الثانية ، ومن ثم الثالثة ، وبناء على ذلك قامت عدد من المنظمات الدولية بالتدخل في بعض الأحياء التي تم تقدير ضررها بالمنخفض على صعيد إزالة الانقاض وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء ، لكنها لاقت صعوبات وعراقيل متعمدة من قبل الجهات الحكومية حينها مما أثر على وتيرة العمل وأسهم بعرقلة جهودها لإعادة الأهالي الى منازلهم .
*خمسة أحياء دون تدخل
رغم مضي مايقارب من ست سنوات على وضع الدراسة والتقييم ، مايزال أهالي أحياء “الرشدية وعلي بك وكنامات وخسارات والعثمانية الشرقية” الواقعة ضمن أحياء مدينة دير الزور، ينتظرون أن تمتد يد إعادة الإعمار نحو أحيائهم التي ابتعد عنها حتى وعود إعادة الاعمار، مع أنها تعد من الأحياء الحيوية والعريقة في المدينة، الأمر الذي يعيق عودة الأهالي إلى منازلهم.
عدد من أهالي هذه الأحياء أكدوا خلال حديثهم لـ”الفرات“، أن مناطقهم ماتزال على حالها ، ولم تشهد أي تدخل من الجهات الخدمية أو المنظمات الدولية، فالشوارع تمتلئ بالأنقاض ولا خدمات فيها أبدا.
محمد سليمان قال: إنه يقيم في منزل مستأجر بمبلغ يفوق ضعف راتبه، رغم أن منزله في حي كنامات لم يتعرض لضرر إنشائي، والأضرار التي تعرض لها بسيطة ويمكن ترميمه والسكن فيه، لكن تراكم الأنقاض في الشوارع المحيطة به تقف حائلاً أمام المباشرة بالترميم.
وأشار خالد العبدالله أنه مستعد للسكن في منزله بحي خسارات وعلى وضعه الحالي لان الارتفاع المتواصل لقيمة اجارات المنازل أرهقه جدا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، لكن غياب الخدمات في حي خسارات ولا سيما فيما يتعلق بتوفر المياه وشبكة الصرف الصحي يحول دون ذلك.
وأوضح عبد العزيز الحمد ، أنه وتحت ضغط ارتفاع تكاليف الحياة وعجزه عن الاستمرار بدفع الاجار تشجع قبل فترة وقام بإصلاح منزله بحي العثمانية وأقام به مع عائلته عدة أيام، قبل أن يضطر لمغادرته مجدداً، نظرا لعدم توفر أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء ومواصلات، إضافة لانتشار الأفاعي والعقارب والكلاب الشاردة.
* أمل جديد
يتطلع اليوم جميع أبناء هذه الأحياء بعين التفاؤل بأن تكون عودتهم إلى منازلهم قريبة بعد أن سقط نظام الأسد الذي قام بتدميرها بطريقة ممنهجة ، وكلهم أمل أن تنصب جهود القيادة الجديدة للبلاد على إعادة تأهيل هذه الأحياء وتنفيذ مشاريع تستهدف توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي ، ودعوة المنظمات الدولية للتدخل بشكل جدي في دعمهم لترميم منازلهم .