جرد الفرات.. الجد الحقيقي للنواعير

 

الجرد هو إحدى أدوات السقاية التي تلت عملية السحب اليدوي للماء من النهر بواسطة الدلاء، وهو عبارة عن مجموعة من الأخشاب المؤلفة من شجر الغرب والتوت على شكل دولاب تنصب على الشاطئ في إحدى مناطق الجروف العميقة، كان يدار باليد ثم أخذ الفلاح يربط الحبل بالثور أو البغل وعندما يسحب الحبل يخرج الماء من النهر. وقال الباحث المرحوم عباس الطبال: ينقسم الجرد إلى أقسام عديدة:

1-النصبة: وهي عبارة عن جسر أو بدن شجرة من شجر التوت غالباً طولها نحو ثلاثة أمتار وقطرها حوالي 25 سم تركز هذه النصبات على الجرف أو البئر بصورة مائلة 45 درجة عن حافة النهر العمودي حتى يدلى الدلو على النصبة فينزل إلى البئر دون أن يمس حافته.

2- الدواكير: وهي أخشاب أقل سماكةً وأقل طولاً من النصبات تستخدم لسند النصبات واحدة من اليمين وواحدة من اليسار.

3- الشمعة: طولها نحو ذراع وتستند أطرافها على حافتي النصبة.

4- البكرة: اسطوانة تمر من وسطها الشمعة وتدور حولها، طولها حوالي ذراع وقطرها 20 سم.

5- الدلو: عبارة عن قربة تصنع من جلد البقر ويبقى في الدباغة سبعة أيام، سعته نحو مئة لتر ماء له فتحتان العليا مستديرة بقطر نصف متر والسفلى قطرها 15 سم، الأولى لغرف الماء والثانية لتفريغ الماء في الحوض الذي يساق منه لسقي المزروعات.

6- الطماس: خشبتان متصالبتان تربطان بفم الدلو حتى لا يطبق بعضه بعض بواسطة خيط جلد يقال له شاروفة.

7- عونة: الحبل الذي يسحب الدلو معمول من عونات وهي حبال جلد كل عونة طولها 20 سم والحبل طوله نحو 8-10 أمتار مؤلف من 40-50 عونة متصلة ببعضها بعضا، الطرف الواحد يربط بطماس الدلو والطرف الثاني يربط بالثور الذي يجره.

8- الشاروفة: شريط معمول من جلد البقر بطول حبل العونات يقصره بمتر، طرفه الواحد مربوط بالثور والطرف الثاني مربوط بقسم الدلو السفلي، ترفع الشاروفة عند صعود الدلو قسمه السفلي إلى سويه قسمه العلوي حتى لا ينصب الماء في البئر عند صعود الدلو، فإذا ما وصل إلى سطح الأرض تسحب الشاروفة الفم المربوط بها إلى الحوض فيفرغ الماء فيه ويجري حالاً إلى ساقية تصبه في ألواح ومساكب المزروعات».

وكان الفلاحون يقومون بحفر بئر للجرد إلى ما تحت قاع النهر بذراع ويتم الصعود والهبوط في البئر بواسطة درج يسمى الهرزة مصنوع من الحطب المغطى بالتراب ويتم تجديده كل عام ويرتبط البئر بالنهر بواسطة قناة صغيرة تسمح بوصول الماء إلى البئر، ومن الجرود التي اشتهرت في منطقة دير الزور وريفها جرد الزبراوي في قرية بقرص وجرد العايد في حطلة

وحول استخدام الجرد في الحضارات القديمة التي قامت على ضفاف الفرات حدثنا الآثاري يعرب العبد الله بالقول: إن السقاية على نهر الفرات وطرق الري المتبعة فيه تعتبر من أقدم طرق الري في العالم لقدم الحضارات التي قامت على ضفتيه، والجرد بصورة خاصة يرجع استخدامه إلى قرون طويلة حيث اكتشفت الكثير من الرسومات التي تمثل وسائل الري في الحضارات القديمة كالحضارة البابلية وبدا فيها الجرد على صورته التي نعرفها عليه تقريباً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار