يواجه سكان مدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة أزمة خانقة في تأمين مواد التدفئة، مع دخول فصل الشتاء، في ظل الحصار المتواصل والإجراءات التي تفرضها قسد على إدخال المحروقات، إلى جانب الاتاوات المرتفعة المفروضة على المواد النفطية، ما فاقم معاناة الأهالي وحد من قدرتهم على مواجهة البرد القارس.
وأجبرت الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار الوقود والحطب عدداً كبيرا من الأهالي على اللجوء إلى وسائل بديلة وخطيرة للتدفئة، كحرق النايلون والكرتون داخل المنازل، الأمر الذي تسبب بحالات اختناق وأمراض تنفسية، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، وسط تحذيرات طبية من التداعيات الصحية الخطيرة لهذه المواد السامة.
ويعتمد معظم سكان المدينة وريفها على صوبات الحطب كوسيلة رئيسية للتدفئة، إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار الحطب جعلها خارج متناول شريحة واسعة من الأهالي، في ظل ضعف الدخل وغياب مصادر رزق مستقرة.
كما يشهد المازوت ارتفاعًا غير مسبوق، إذ يتراوح سعر البرميل الواحد بين 120 و150 دولاراً أمريكياً، وهو ما يفوق قدرة معظم العائلات على الشراء.
ويطالب الأهالي الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتأمين مواد التدفئة بأسعار مقبولة، ووضع حد للممارسات التي تعرقل وصول المحروقات إلى المدينة، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يهدد سلامة آلاف العائلات مع اشتداد موجات البرد.
وفي هذا السياق، قال زياد ملكي المتحدث باسم المجلس المحلي في منطقة رأس العين، إن المنطقة لا تحتوي على مصادر نفطية، وتعتمد بشكل كامل على المحروقات القادمة عبر مناطق سيطرة قسد، التي تفرض بحسب تعبيره اتاوات وعراقيل متعمدة تعيق دخول الوقود إلى المدينة وترفع أسعاره بشكل كبير.
وأضاف ملكي أن المجلس المحلي وضع خطة إسعافيه لتوزيع مادة الفحم، تهدف إلى تغطية نحو 50 بالمئة من احتياجات أهالي مدينة وريف رأس العين في المرحلة الأولى، على أن تشمل المرحلة الثانية جميع الأهالي، وفق الإمكانات المتاحة.
وتبقى أزمة التدفئة في رأس العين عنواناً جديداً لمعاناة متواصلة يعيشها السكان، بين حصار خانق وغلاء فاحش، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى حلول عاجلة تنقذ الأهالي من برد الشتاء وتداعياته الصحية والإنسانية.
الفرات


