زلزال بكل معنى الكلمة !!

 

قبل أي كلام عن الزلزال المدمر الذي ضرب بلدنا الجريح، نتوجه بخالص العزاء ومشاركة الأسى واللوعة لكل من فقد حبيبا من أحبائه في هذه الفاجعة، وندعو ونتضرع أن يخرج من هم تحت الأنقاض سالمين، وأن يتماثل الجرحى للشفاء العاجل، ونشكر كل من قدم الدعم لسوريتنا الجريحة.

بعد سنوات مرعبة من الحرب العالمية الثالثة التي جرت فوق أراضينا وكان طرفاها الشعب والجيش العربي السوري وقيادتهما في طرف الحق، وثلاثة أرباع العالم بكل قوته وجبروته في طرف الباطل، بعدما حاولوا تدميرنا بالإرهاب وبالكذب والتفرقة، عانينا من الحصار الخانق المتصاعد الذي قادته وتقوده أطراف الباطل ذاتها في محاولة لكسر صمودنا الأسطوري.

بعد كل هذا فاجأتنا الطبيعة بضربة موجعة، ونحن أصلا موجوعون نعاني الجراح، لكن ما حدث أثبت أننا خلقنا للحياة ونستحقها، بلد ضعفت فيه الإمكانيات لكن ها هو يدهش العالم من جديد، قيادة دخلت في اجتماع فوري بعد الكارثة ولم ينته هذا الاجتماع حتى الآن ولن ينتهي حتى تعالج كل ارتدادات الحدث، وبلد جيش كل ما يملك لمساعدة المنكوبين، طواقم إنقاذ وإسعاف، لم تنم حتى الآن، حملات تبرع صارت هي الشغل الشاغل للسوريين داخل سورية وخارجها بدءا بالتبرع بالدم وانتهاء بالتبرع بكل ما يمكن أن يساعد المنكوبين، كنائس دمشق ومساجدها لم تعد تتسع للتبرعات، أطفال في دمشق جاؤوا للكنائس ببطانياتهم وثيابهم الشتوية، لأنهم يعرفون أنها ستشكل فارقاً وتسهم في تدفئة طفل مثله.

زلزال بكل معنى الكلمة قلنا لأنه كشف للعالم الفارق بين إنسانية السوري وادعاءات الإنسانية ممن لا يشبهون البشر بل ولا حتى الحيوانات التي تتعاطف مع بعضها وقت الشدائد، أصدقاء راهن عليهم الشعب السوري ولا يزال وسيظل يراهن ويكسب الرهان لأنه شعب واع عبقري يعرف على من يراهن، الشكر موصول دائما لهم، ومدعو إنسانية لا يشبهون حتى الحيوانات لم يتعاطفوا مع أطفال كالورود تحت الأنقاض مشاهدتهم تبكي الحجر الصوان لكنها لم تحرك في هؤلاء شعر ولم تهز فيهم قطرة ضمير لا يمتلكونه.

مؤلم بشدة أن نرى للإنسانية طوابق، تحركت 13 دولة من محبي الشعب السوري المخلصين، ومنهم دول عربية هي مصر والإمارات وتونس والجزائر وليبيا والأردن.. والجارتان الحبيبتان الجريحتان مثلنا لبنان والعراق، إضافة إلى الجهود الجبارة التي تبذلها جمهورية روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهؤلا بمثابة أخوه حقيقين للشعب السوري، لم ينسوه لا في حربا ولا حصار ولا كوارث، بينما تحركت 42 دولة لمساعدة تركيا والمؤلم حقاً أن تكون الدول العربية الغنية بينها !! هل للإنسانية مقاييس؟! هل الطفل السوري لا يبرد ولا يجوع؟! أم أنه يشكل خطراً على الإنسانية يا أعداء الإنسانية وأعداء الطفولة !!

زلزال بكل معنى الكلمة سبقته زلازل لم تزدنا إلا وحدة وقوة وصموداً، وسلاماً يا سورية، (ولا يهمك).. ( ياما دقت على الرأس طبول !!)، ستخرجين سالمة معافاة قوية كما تعودناك أن تفعلي دائماً، فأنت مضرب المثل في الصمود شاء من شاء وأبى من أبى، وتعاطف من تعاطف وتناذل من تناذل !!

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار