مئة لون لأغاني الفرح في دير الزور
تشتهر الأغنية الفراتية بتعدد ألوانها، وقد أطلق على الغناء الفراتي الزوري نسبة إلى الزور وهو مصطلح جغرافي يعني المنطقة الواقعة على شط الفرات.
وتعتبر أغاني عالسيه وميلي يلسمره ميلي من أغاني الغزل، فهي بسيطة الألفاظ وتعبر عن عواطف ومشاعر قائلها تجاه محبوبته.
أوزانها خفيفة وكلماتها موجزة وقالبها الدوبيت أو الرباعيات من ألوان الهزج، والدوبيت كلمة فارسية تعني البيتين وسمته العرب المثناة، قال الجوهري في الصحاح: قيل هي التي تسمى بالفارسية دوبتي وهو الغناء
تعتبر أغاني الغزل من الأغاني التّراثيّة، ووجد هذا النوع من الغناء منذ أكثر من قرن، كما أنها لطيفة المعاني سهلة الألفاظ، قافيتها مفرحة فهي من أكثر أنواع الغناء تعبيراً عن الغزل، وما يميز الأغنية الفراتية أنها تنبع بحرية وسهولة وصدق من وجدان الشعب، وهي أنغام حافلة بالمشاعر والصور والألوان والمسرة.
ومن الأبيات في أغاني السيه:
علسيه يابو السيه / لا عاش الياخذ رديه
علسيه يابو السيه / دربك عل قامشليـــــــــة
وآني حلمت بمنامي / لوم السمره خطيـــه
علسيه يابو السيــــــه / اعطيني حبــه ليـــــه
يايمه شلون خدوده / مثل ورود البريـــــــــة
علسيــــــه يابو السيه / بــــالله ردي علـــــــــــيه
يوم اشوف عيونج / روحي ترجع عليــــه.
وأضاف: على الرّغم من قِدم تلك الألوان الفراتية الّذي تجاوز القرن، إلا أنّها ماتزال تملك مقوِّمات الاستمرارية من خلال ذاكرة أبنائها، ما يسهل نظم الأغنية الفراتية وارتجالها أحياناً حيث تدعو المناسبة، وللسكان استعداد فطري لنظم الشعر، ويؤكد المسنون أن السكان كانوا يغنون أكثر من مئة ضرب من الغناء الشعبي في أفراحهم في الدبكة بمصاحبة الزمارة والطبل، وفي السهرة بمصاحبة نقر الدف والعزف على الربابة.
وأشار الباحث عبد القادر عياش في كتابه غزليات من الفرات بالقول: «تعتبر أغاني عالسيه من الرباعيات في دير الزور تغنى في الدبكة، والعمل جاء اسمه من الأسى بمعنى الحزن أو الإساءة بمعنى الأذى، وماتزال هذه الأغنية محافظة على جماليتها وجمالية لحنها، علماً أنها تغنى في جميع الحفلات والمناسبات في منطقة وادي الفرات، وأكثر ما تدور حول التغني بالسمراء تارة وذمها تارة، والثناء على البيضاء وذمها بشكل يشبه الحوار وهذه أبيات منها:
ويــــــل ويلــــــــي جنيت / منك يلــــــــــــغالي جنيت
من بعدك انهد البيت / وظليت اصفق بــــيديا
جن السمر طوبيري / ما ردهن على الـــــبيري
أخذن عقلي وتدبيري / وظليت اصفق بيــــــديا».
وأضاف عياش بالقول: أوزانها خفيفة وكلماتها موجزة وقالبها الدوبيت أو الرباعيات من ألوان الهزج، والدوبيت كلمة فارسية تعني البيتين وسمته العرب المثناة، قال الجوهري في الصحاح: قيل هي التي تسمى بالفارسية دوبتي وهو الغناء.
حط السمره بطياره / وارميهن على العشارة
كل ميتين بسكاره / واني اشــــيل الـــــخطيــــة
علسيه يابو السيه / قلـــــبك مــــــابـــــه حنيــــــــه
وآني شفت بمنامي / تروح ومـــــا تجي ليه.
وأشار الباحث عبد القادر عياش حول نوع آخر من أنواع الغناء وهو ميلي يلسمره ميلي وقال: قديماً في دير الزور كان يغنى في الدبكة من بقاياه:
ميلي يلسمره ميلي دخلج ميلي / خدج عسل صبيته تالي الليلي
القـــــــاعدة علـــــــــــــبابه هلــــــــــــــحبابه / كوت قلبي بعطابــــــه كي النيلي
ميلي يلسمره ميلي دخلج ميلي / خـــــدج عسل صبيته بفنجيــــــــــــلي
ميلي يلسمره ليه بطيــــــــن الحيه / هاي لسعها بــــــنيه بالتخميلـــــــــــــــي
اسماعيل النجم