رغم كل الضخ الهائل للماكينات الإعلامية الغربية فإن المشاهد حول العالم، وخصوصاً العربي بقي وسيبقى قادرا على الفهم الواضح لما يحدث في أوكرانيا، وما يميز هذه المرحلة تحديداً هو تكرار أساليب الخداع والكذب التي تم استخدامها لتدمير سوريا والدول العربية، والعبث باستقرارها وأمنها، وهذا التكرار لم يخفَ على المشاهد العادي فكيف يخفى على المختص؟
نازيو أوكرانيا ومتطرفوها الذين يسميهم الغرب وإعلامه بالـ (قوميين)!! ينتهجون بشكل واضح نفس الألاعيب التي مارسها الإرهابيون والمتطرفون في سوريا، لأن المعلم والمدرب واحد، ولا يهمه على ما يبدو انكشاف الكذب فهو يعتاش عليه، وكل ما يهمه هو بث الفوضى والذعر والإرهاب والجوع والفقر في الدول التي تبحث عن سيادة وقرار مستقل، وترفض الخضوع للإرادة الأمريكية.
آخر الأخبار عن مقتل السيدة السورية المدعوة (ميرغي) على الحدود، هو إصابتها بالجلطة لعدم تحملها البرد القارس، وقد كشف زوجها أن النازيين رفضوا إخراجهم من الحدود حتى يتم إخراج جميع رعاياهم أولاً، ها هم السوريون يعانون مجدداً من عدو مشترك ينتهج نفس الأساليب وها هي (القومية) المدعومة من الغرب تذيقهم الموت برداً وتشرداً ونزوحاً بعيداً عن وطنهم، كما أذاقتهم (الحرية) المدعومة من ذات الشيطان في وطنهم، ولا يحدث هذا إلا عندما تستكلب وسائل إعلام غربية وعربية وتستمر بالنباح واصفة النازية والتطرف بـ (القومية) والإرهاب والتطرف بـ (الحرية) !!.
إعلام يعرف أن العالم كله كشف ألاعيبه وكذبه وهو مستمر بالنباح لأنه استكلب ولا يهمه إلا أداء دوره المكلف به من أسياده، وهاهم مواطنو جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ينزحون بالآلاف بينما يعود استنساخ (الخوذ البيضاء) مجددا في أوكرانيا، لا يملون من الكذب، ملّ الكذب منهم ولم يملّوه، ففضائح منظمة (الخوذ البيضاء) طبقت العالم، وكانت نتيجة استخدامهم الأطفال الأبرياء قرابين لأفلامهم الهوليودية، هي إعطائهم جائزة الأوسكار كأفضل ممثلين !! ومن ينسى الموقف المخجل للحجر نفسه، حين أمر مخرجهم وهو يتسلم جائزته نجوم العالم أن يقفوا احتراماً لـ (الخوذ البيضاء) فلم يقف منهم أحد؟! ولكن هؤلاء لا يخجلون.
نفس الأساليب ونفس الأكاذيب، حتى أنهم صاروا محطة للتندر من قبل مشاهدي العالم الذين وصفوا نازيي أوكرانيا بـ (الجيش الأوكراني الحر) ضاحكين منهم وهم يتجولون على ذات سيارات الدفع الرباعي المكشوفة المزودة بالأسلحة الثقيلة يروعون بها الأطفال والعجائز والنساء، ويجلبون الدمار والنزوح والبرد والخوف والجوع.
يوماً وراء يوم تسقط أكاذيبهم الواهمة ويتعرضون لهزيمة سريعة متلاحقة، وهل يصدّ الكذب الهزيمة المحققة؟ ها هي طموحات (القوميين) ديست بأرجل الحقيقة القوية، وسفت عليها السوافي، وقد حان الوقت بعد الدرس السريع القاسي أن يستفيقوا، ويدركوا أن الكذب لا يصنع حقائق على الأرض، ولكن هل يستفيق الميت؟!
الفرات