سوريا وأوكرانيا.. المصدر والمآل

عندما قارن السيد الرئيس بشار الأسد بين النازية في أوكرانيا والإرهاب في سوريا فإنه أشار إلى المصدر، أي الدوائر السياسية الخبيثة التي يتم فيها صنع النازية والإرهاب، وأشار أيضاً باختصار عبقري إلى المآل، أي مآل هذا التحالف بين النازية والإرهاب.

إذاً، المصدر والمآل، شيطانان كذابان خبيثان يولدان باستمرار في نفس الرحم، رحم الغرب، ومصدرهما ومآلهما واحد لأنهما تحالف مكشوف لم يعد يخفى على أحد، النازية والإرهاب، كما لم تعد أوجه الشبه التي أدت للتحالف تخفى، النازية تنكر الآخر ولا تقبله والإرهاب كذلك، النازية تريد أن تجعل من الآخر عبداً لها والإرهاب كلك، النازية مريضة نفسياً بالتفوق العنصري والتاريخي ومثلها الإرهاب.

المصدر الخبيث الكذاب هو الرحم الغربية، وكل من له دراية بالتاريخ يعرف طبيعة هذه الرحم الوالدة للكائنات المشوهة من مرضى نفسيين يحاولون أن يكونوا آلهة أو نواباً عن الآلهة ويتحكموا حتى برغيف الخبز وكأس الماء، ويحاولون أن يغيروا عقائد المجتمعات وأخلاقها وانتماءاتها والعبث بتاريخها، سلاحهم الكذب والدجل من كولومبس مروراً بلورنس والمس بيل، وصولاً إلى تلاميذ ليفي شتراوس والذي درس عنده بن لادن وجورج بوش الأب يتشاركان نفس الغرفة.

المصدر واحد، فالمآل إذاً واحد ومشترك، وهو ليس كما يظنه تلاميذ شتراوس المعتوهون بأن التاريخ انتهى وأنهم وضعوا تصميماً للعالم لا يتغير، وقد اتضح لكل العالم أن مآلهم بدأت ملامحه هنا في سوريا، عندما سقط تحالفهم الخبيث تحت أقدام رجال الجيش العربي السوري مع الفارق الهائل بالإمكانات، بدأ انحسار أسطورتهم الكاذبة هنا في سوريا ولن ينتهي عند أوكرانيا.. انحسار يتلوه انكسار، هزيمة في سوريا وهزيمة في اليمن وهزيمة في العراق وهزيمة في لبنان، ثم ها هي الهزائم تصل إلى الخواصر في أوكرانيا وسيتلوها هزائم في القلب مثل لهزيمة المنكرة التي يتلقونها في أوكرانيا.

المآل هو الانكسار والانحسار بدل التمدد الخرافي المعتوه الذي لا يملكون مقوماته، فالعالم لم يعد كما كان، تغير فكرياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وهم يدرون ويستمرون بممارسة الكذب للحفاظ على بئر نفط هنا ومزرعة موز هناك، ولكن هيهات، فهزيمة امبراطورية الكذب بدأت من سوريا وهي مستمرة بسرعة، وما للمصدر الخبيث إلا المآل الخبيث.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار