يمكن القول معتمدين على الأرقام والواقع على الأرض إن عام 2021 كان عام الانطلاقة الفعلية في إعادة إعمار دير الزور، فقد شهدت المحافظة نشاطاً في كل الجوانب والقطاعات، وكان هذا العام استكمالا لمسيرة بدأت منذ تحرير المحافظة من رجس الإرهاب عام 2017، ولنعترف إن المهمة كانت صعبة نظرا لحجم التخريب الهائل، تخريب حاقد وليس تخريب همجي، تخريب ممنهج ومقصود طال ما فوق الأرض وما تحت الأرض.
على طريقة الخطف خلفا نقول إن ذروة إنجازات 2021 كانت بعطاء سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بفتح باب التسوية لمن غرر بهم من أبناء المحافظة، تسوية تلقفها أبناء المحافظة تلقف المشتاق، وعادت نتيجتها آلاف العائلات لتعمر قراها ومنازلها وحقولها، هذه المكرمة دفعت عجلة الإنتاج بشكل كبير وقدمت لها الزخم المطلوب بشريا ووطنيا.
لنعد إلى البدايات ونلقب عام 2021 بعام دير الزور، ولن نكون مبالغين في هذا إذا استعرضنا ما قدمته الحكومة للمحافظة خلال هذا العام مميزة إياها عن بقية المحافظات، ولنتكلم بالأرقام لا بغيرها وبالواقع المنجز على الأرض:
في قطاع المياه والزراعة بلغ عدد المحطات التي دخلت الخدمة 67 محطة، وتم اجراء اعمال الصيانة والتأهيل لكافة خطوط الشبكة المرتبطة بهذه المحطات بما يلبي احتياجات أهالي الريف والمدينة بالشكل المطلوب.
حظي القطاع الزراعي بالكثير من الدعم الحكومي من خلال توفير كل مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات ومياه سقاية وإعادة تأهيل القطاعين الثالث والخامس للري الحكومي وإعادة تأهيل وتركيب 117 مجموعة ري زراعي الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي الزراعية التي وصلت هذا الموسم إلى نحو 30 ألف هكتار لموسم القمح و4216 هكتاراً لموسم القطن و3372 لموسم الخضار و 1252 هكتاراً لمحصول السمسم و 4518 هكتاراً لمحصول الذرة الصفراء
في قطاع الكهرباء تم تركيب 660 محولة كهرباء باستطاعات مختلفة، كما قامت الورشات الفنية بتأهيل المجموعتين الغازية الأولى والثانية في محطة تحويل التيم وإدخالهما الخدمة ، إضافة إلى تمديد شبكات للتوتر المتوسط والمنخفض وإيصال التيار الكهربائي إلى ريف المحافظة الشمالي.
في قطاع التعليم عاد 155 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة، حيث وصل عدد المدارس المفتتحة إلى 352 مدرسة، إضافة إلى 22 مدرسة تم تجهيزها نهاية العام لتدخل الخدمة، كما تمت إعادة تفعيل العمل في المجمعات التربوية وتأمين كل مستلزمات العملية التربوية من مقاعد صفية وكتب ولوازم مدرسية.
في القطاع الصحي قفز عدد المراكز الصحية عام 2021 من 4 مراكز عام 2017 إلى 42 مركزا، كما تم تجهيز الهيئة العامة لمشفى الأسد التي تضم ثلاثة مشاف عدا العيادات الخارجية بكل ما يلزمه من الأجهزة الحديثة، و تم رفد القطاع الصحي بالكثير من الاحتياجات من أدوية ولقاحات وأجهزة طبية متطورة وعربات جراحية وعيادات متنقلة وسيارات إسعاف.
وقد تطور الوضع الصحي بشكل ملحوظ بعد موافقة مجلس الوزراء بداية 2021 على إرسال 20 طبيباً بكل الاختصاصات بشكل شهري إلى مشافي دير الزور.
في باقي القطاعات الخدمية وصل عدد مخابز المحافظة إلى 62 مخبزا، وعدد صالات السورية للتجارة إلى 46 صالة ومنفذ بيع تنتشر على كامل مساحة المحافظة، و بلغ عدد مراكز الاتصالات الداخلة في الخدمة 11 مركزاً، وتم تفعيل العمل في أمانة السجل المدني في كل من الشميطية والبوكمال والميادين والجلاء والعشارة والتبني وموحسن وخشام وفي فرع الهجرة والجوازات وافتتاح مركز خدمة المواطن في مجلس المدينة.
كل هذا عدا المشاريع التي لا تهدأ في تأهيل البنية التحتية وصيانتها، وتقديم الخدمات اليومية، ومراقبة الأسواق اليومية والمستمرة، وضبط المخالفين، والتأهيل المستمر للشوارع والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والمياه، والحدائق، والمرافق العامة، وغيرها.
أطلنا الكلام رغما عنا مع أننا حاولنا الإيجاز، لسبب واضح تقوله الأرقام لا سواها، الإنجازات كثيرة، يقولن في اللغة إن الفرق بين العام والسنة إن العام للخير والمحصول غالبا والسنة للجدب والقحط غالبا، وهنا يكون لقب عام دير الزور ليس مبالغا فيه إذا تم إطلاقه على عام 2021، والأرقام لا تكذب، وعندها الخبر اليقين.
الفرات