حصار فاشل على انهيار عاجل

أول الكلام ليس كآخره، فأوله مقدمة وآخره نتيجة، وما بينهما ما قامت به الدولة السورية من جعل بداية مسامحة الأم وفتح ذراعيها لأبنائها العاقين تحديداً في دير الزور، وما سيمتد لبقية أبنائها في غربها وشمالها وجنوبها، حسب الترتيب الذي تراه الأم الحنون، وترى فيه مصلحة أبنائها قبل مصلحتها جرياً على عادة الأمهات.

عندما فتحت سورية الأم ذراعيها لأبناء الفرات الضالين كي يعودوا إلى حضنها ولم تشترط زمناً ولم تفرض عقاباً حتى ولو فركة أذن للابن الضال، عندها سارع أنصاب وأزلام المحتلين من ميلشيا (قسد) إلى حصار أبناء سورية الضالين كي لا يعودوا إلى أمهم، في حصار فاشل يستهدف إيقاف انهيار واضح عاجل، كتب له التاريخ أن يولد رغم أنوفهم التي لا تميز رائحة التاريخ، وجباههم التي لم تخضع لسطوة الجغرافيا.

خمسة آلاف يزيدون يوماً بعد يوم استقبلتهم الأم سورية رغم كل حصار (قسد) ومكائدها ومن وراءها ممن يظنون أنفسهم آلهة لا يُعلى عليهم، عاد الأبناء بقول واحد سمعه العالم كله: (أخطأنا يا أمنا فسامحينا وسنكون خدماً لترابك)، إنها رسالة على بساطتها معقدة أكثر من أن يفهمها من لا يرتبط بالتراب بل بالأرصدة في البنوك، هذا الذي طعامه وشرابه يعتمد على الوجبات السريعة والديلفري ولا يدري أصلاً من أين يأتيه الطعام والشراب.

لا يفهم رسالة العودة للانتماء من يظن أن زيت الزيتون من إنتاج آلة وليس من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء سقيت بعرق الفلاحين وجنيت ثمارها بعرقهم، ولا يفقه مفهوم العودة للأرض من درسوه أن السمن ثمرة لتركيب المعامل وليس ثمرة جهد لتعاون إناث مع إناث فلاحات يفقن قبل أن تفيق الشمس لجني حليب أبقارهن وأغنامهن.

لهذا المفهوم لا سواه، كسر خمسة آلاف حتى الآن حصار قسد، ويتوق مئات الآلاف كسر هذا الحصار وسيحققون حلمهم شاءت (قسد) أم أبت، و فيمن تسلل عبر الحصار من قيادات (قسد) قيادات كانت تعتمد عليها لتضليل الرأي العام العالمي، ونفي عنصريتها البغيضة، لكن هذه القيادات لما رأت ذراعي سورية مفتوحة، عافت بضعة دونمات مسروقة ومغتصبة ومحروقة، وجاءت إلى أرض كلها ملك لها تنام فيها حيث تشاء آمنة كما تنام الطيور أين تشاء فيها.

لا تزال (قسد) مبهورة بصانعها الأمريكي على ما يبدو، لأنها بسذاجة تمارس على من لا يريدونها، (قسد) موهومة وضائعة، وسورية مصممة على إنقاذ آخر سوري مؤمن بوطنه أينما كان على الجغرافيا السورية، هذه الرسالة التي تقولها التسوية الشاملة في دير الزور وستقولها في مدن أخرى، وتقولها وستظل تقولها ضربات أقدام رجال الجيش العربي السوري الجبابرة على الأرض، لنأت إلى آخر الكلام أي إلى النتيجة، (قسد) تمارس حصاراً فاشلاً على من يريدون وطنهم ولا يريدونها، وسيسبب حصارها لهم انهياراً عاجلاً لها ودرساً في التاريخ لمن يشغلونها.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار