يحتفل أبناء دير الزور اليوم بذكرى مرور أربعة أعوام على كسر الحصار عن المدينة التي عانت لاكثر من ألف يوم من حصار جائر فرضه ارهابيو داعش عليها والذي تمكن رجال الجيش العربي السوري من كسره .
و بعد مرور اربع سنوات على كسر الحصار تشهد المحافظة عودة معظم الخدمات وإعادة تفعيل العمل في المؤسسات والدوائر الحكومية الأمر الذي ساهم بعودة نحو مليون مواطن إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها جراء الإرهاب.
*دعم حكومي كبير
وذكر عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات والمرافق المهندس زياد الكاظم ان محافظة دير الزور تعرضت خلال سنوات الحصار لتخريب كبير على يد التنظيمات الإرهابية لكن ذلك لم يقف عائقا امام أبنائها وكوادرها الخدمية من العمل لاعادة اعمار ماخربه الإرهاب وسد الاحتياجات الناجمة عن هذا التخريب والتي تزايدت بشكل كبير نتيجة للعودة المكثفة والمتسارعة للأهالي إلى المناطق المحررة ، حيث حظيت دير الزور بدعم كبير من الحكومة ترافق مع عمل متواصل من الفريق الخدمي في المحافظة انعكس بصورة إيجابية وملحوظة على تحسن الواقع الخدمي والتنموي والإنتاجي في كل المناطق المحررة .
و منذ بداية التحرير عملت المحافظة على تأمين الخدمات الأساسية للمناطق المحررة وعلى رأسها إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وتأهيل الصرف الصحي ومحطات المياه والمخابز والمدارس إضافة إلى باقي الخدمات من كهرباء واتصالات وإنارة بالطاقة الشمسية وتفعيل للدوائر الحكومية وإعادة إحياء للأسواق التجارية.
- إنجازات واضحة لقطاع مياه الشرب
وكان للعاملين في قطاع مياه الشرب قصب السبق في العمل والإنتاج ،مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب بديرالزور المهندس جاسم الحميد أشار الى ان المؤسسة تعمل على تأمين المياه النقية والصالحة للشرب لكل مناطق المحافظة المحررة من الإرهاب وذلك من خلال محطات المياه الرئيسية والنموذجية البالغ عددها 67 محطة من أصل 71 محطة موجودة في المناطق المحررة ويتم العمل حالياً على تأهيل محطتين ستدخلان الخدمة قريباً.
لافتا الى ان عدد محطات ضخ المياه التي وضعت في الخدمة ارتفع من محطة واحدة في عام 2017 إلى 33 في عام 2018 ووصل إلى 67 محطة في الوقت الحالي منها 9 محطات في المدينة تعمل جميعها على الطاقة الكهربائية و44 محطة في الريف الشرقي 28 منها تعمل على الكهرباء و16 على الديزل و6 محطات في الريف الغربي 4 منها تعمل على الكهرباء ومحطتان على الديزل و8 محطات في الريف الشمالي جميعها تعمل على الكهرباء وتم اجراء اعمال الصيانة والتأهيل لكافة خطوط الشبكة المرتبطة بهذه المحطات وتنفيذ مشاريع عدة لتحسين واقع المنظومة المائية.
وبين الحميد ان الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمحطات كافة تبلغ 17 ألفاً و80 متراً مكعباً بالساعة تغطي حاجة الأهالي في أحياء المدينة وريف المحافظة المحرر من الإرهاب.
- الكهرباء عصب الحياة
وأوضح مدير الشركة العامة للكهرباء بدير الزور المهندس خالد لطفي انه منذ عودة التيار الكهربائي إلى المحافظة عام 2018 تمت تغذية معظم مساحة المحافظة من خلال إعادة تأهيل وتشغيل محطات 20 ك.ف هي محطة الطلائع “8 مخارج” ومحطة الإذاعة “5 مخارج” ومحطة التيم “مخرج واحد” ومحطة الميادين “4 مخارج” ومحطة الجلاء “3 مخارج” كما تم تركيب 660 محولة باستطاعات مختلفة كما قامت الورشات الفنية بتأهيل المجموعتين الغازية الأولى والثانية في محطة تحويل التيم وإدخالهما الخدمة ، إضافة إلى تمديد شبكات للتوتر المتوسط والمنخفض وإيصال التيار الكهربائي إلى ريف المحافظة الشمالي عبر إيصال خط إلى الحسينية عبر حويجة كاطع في نهر الفرات وتمت إعادة تفعيل الجباية عبر 7 مراكز في كل من دير الزور والميادين والبوكمال والعشارة .
- تعافي القطاع التربوي
مدير التربية جاسم الفريح بين ان القطاع التربوي من القطاعات التي شهدت تعافياً سريعاً ووصل عدد المدارس المفتتحة 344 مدرسة منها 65 في مدينة دير الزور و181 في الريف الشرقي و58 في الريف الغربي و37 في الريف الشمالي وهناك 22 مدرسة قيد الإنجاز ستدخل العملية التربوية خلال العام الدراسي الجديد ، وبلغ عدد الطلاب أكثر من 146 ألف طالب وطالبة كما تمت إعادة تفعيل العمل في المجمعات التربوية وتأمين كل مستلزمات العملية التربوية من مقاعد صفية وكتب ولوازم مدرسية.
- دوران عجلة الزراعة
ومع عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم عادت عجلة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني و بين مدير الزراعة المهندس عبد الحميد عبد الحميد أن القطاع الزراعي عاد إلى العمل بعد أن تلقى الكثير من الدعم الحكومي من خلال توفير كل مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات ومياه سقاية وإعادة تأهيل القطاعين الثالث والخامس للري الحكومي وإعادة تأهيل وتركيب 117 مجموعة ري زراعي الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي الزراعية التي وصلت هذا الموسم إلى نحو 30 ألف هكتار لموسم القمح و4216 هكتاراً لموسم القطن و3372 لموسم الخضار و 1252 هكتاراً لمحصول السمسم و 4518 هكتاراً لمحصول الذرة الصفراء.
وتمت إعادة تفعيل العمل في 44 وحدة إرشادية تعمل على تقديم الدعم للمزارعين وتقديم منح تتضمن شبكات الري بالتنقيط إضافة إلى المنح الإنتاجية.
- القطاع الصحي استمر في عمله
واستمر القطاع الصحي بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين طوال سنوات الحصار الجائر على دير الزور من خلال مشفى الأسد و4 مراكز صحية في المدينة.
ولفت مدير الصحة الدكتور بشار الشعيبي إلى أن القطاع الصحي في المحافظة شهد تحسناً ملحوظاً في السنوات التي تلت فك الحصار عن دير الزور وتحرير أريافها من الإرهاب حيث ارتفع عدد المراكز الصحية من 4 مراكز في نهاية عام 2017 إلى 42 مركزاً ،كما استمر العمل على تقديم الخدمات ضمن مجمع المشافي في مشفى الأسد والذي يضم الهيئة العامة لمشفى الأسد الذي يقدم الخدمات الجراحية “عامة وعظمية واوعية وعصبية وصدرية” إضافة إلى قسم الكلية الصناعي الذي يحوي 17 جهاز غسيل كلى وقسم تفتيت الحصيات والعيادات الخارجية التي تضم عيادات أمراض “الأذن والأنف والحنجرة-العينية- العصبية- البولية- العظمية- جراحة الفم والوجه والفكين والجراحة” ومخبراً مركزيا للتحاليل الطبية وتصوير الأشعة والماموغراف ، ومشفى الفرات الذي يقدم خدمات الأمراض الداخلية والقلبية والعناية العصبية ، ومشفى الأطفال والتوليد الذي يقدم خدمات الأمراض والجراحة النسائية وأمراض الأطفال ويحتوي على غرفة عمليات وولادة وجناح الحواضن الذي يضم 16 حاضنة بمواصفات حديثة.
و تم رفد القطاع الصحي بالكثير من الاحتياجات من أدوية ولقاحات وأجهزة طبية متطورة وعربات جراحية وعيادات متنقلة وسيارات إسعاف.
- باقي القطاعات
وحظيت باقي القطاعات بدعم كبير ساهم في تحسين الواقع الخدمي للمحافظة حيث استمرت جامعة الفرات بالعمل في معظم الكليات لتكون منارة للعلم والمعرفة ، و بلغ عدد مراكز الاتصالات الداخلة في الخدمة 11 مركزاً وعدد صالات السورية للتجارة 45 صالة ومنفذ بيع تنتشر على كامل مساحة المحافظة كما يتم العمل على التدخل الإيجابي في الأسواق من خلال طرح الخضار المنتجة محلياً من الفلاح إلى المستهلك مباشرة وبلغ عدد المخابز 62 مخبزاً وتم تفعيل العمل في أمانة السجل المدني في كل من الشميطية والبوكمال والميادين والجلاء والعشارة والتبني وموحسن وفي فرع الهجرة والجوازات وافتتاح مركز خدمة المواطن في مجلس المدينة ويجري العمل على تجهيز مركز آخر في حي الثورة كما تتم متابعة ومراقبة الأسواق والأفران بصورة دائمة وضبط المخالفين.