عثمان الخلف
طبّعَ يُطبّعُ .. تتبيعاً ، لا أعرف معناها نحواً ولا لغة
وصرفها ( أمبوسبل ) بالعنكليزي أي مستحيل وبالعربي ( جؤ ) طبعاً بصوت إلعب غيرها ، فهنا وجدان أمة وذاكرة من الدمِ المُقدسِ ، من فيه شيء من كرامة لا يقبل أو حتى ينبس ببنت شفة بها .
يتحدث غالباً بعضُ أهل ( دال ) الثقافة في وطننا
العربي عن الواقعية قبالة الكيان اللقيط ، الكيبورديون
المُنعمون بالتكييف بثنائيتيه الشتوية والصيفية يجودون علينا نحن طبقة الدهماء أو قل الرعاع بقراءات
واستشراف لخلاصنا من واقعنا المأزوم بمشاكله كافه أن
نسلك طريق خلاصنا فلا نعيش غلاء الأسعار ولا أزمات
الخبز أو البنزين ولا الخراب لبنانا التحتية ولا ولا ولا فقط بالتطبيع والولوج إلى أحضان أبناء الرب ( يهوه )
والنوم في سرير تسيفي بنت عمنا ليفي ! .
هؤلاء ومنهم مثقفي المقاهي ربع نجمة يلي حافظين
كلمتين من سارتر ومتلن من شوبنهور على خلطة من
( الففلسة ) بسيمياء النص وقراءات الحداثة أم رجل
على رجل ويا ناس أعطوني ، ورشة مقبلات من تقليب
كتابات توماس فريدمان وليلاً يسمع لأم كلثوم مُحتسياً كاس عرقه ( منتهي الصلاحية ) ، كلهم يقرؤون الواقع إلا الفقراء ببزاتهم العسكرية ممن يُقاوم فهم دراويش سُذج !!
يريدك منظّرو الواقعية أن تتلبس قراءاتهم وبالضرورة
نفسياتهم المُحبطة فترى مايرون ، هؤلاء لم يجيبونا
عمن سبق من دولٍ عربية سلكت مسلك التطبيع مع
العدو العابث بمنطقتنا الطارئ بقرارات الوحوش الكبار
والمستمر بعبثه لأنه موكل من هؤلاء كقاعدة متقدمة
– لم يجيبونا – عن حال من سبق .. حال مصر ؟ حال
الأردن؟ حال شعبٍ تشرد من أرضه فلسطين؟ ، هم في الغالب إما مأجور مُكلف أو يائس يُريد بجرة قلمٍ منه أن تنهض أمته وترتقي سلالم العلم والأدب والفن وحداثة الحداثة لكن دون أن يُكلفَ نفسه أن يمنحها الثقة.. الثقة فقط.
الرهان أن عدواً كإسرائيل حتى وإن سلمنا بحكايا السلام
والتعايش الذي تُسوّقه أمريكا والغرب وتغاضينا عن حقيقة اقتلاع شعب من أرضه وتشريده والظلم الذي عاشه ويعيشه أبناءه ، ولو حذفنا من مخاوفنا أن إسرائيل ليست أكثر من أدة متقدمة لمشروع هيمنة أكبر
يستهدف منطقتنا شعوباً وثروات .. فإن الاطمئنان لعدو
بخلفية إسرائيل التوراتية هو كمن يلعب مع الذئاب .
… عندما يبث المثقف اليأس بكأس.
* هامش :
– ( جؤ ) هي لا لمن بنقولها بصوت طقة يعرفها الجميع.
– مابعرف من التطبيع غير لمن الفلاح في أرض الفرات يقول لابنه طبّع حطبات الشجرة .. يعني قطعهن ، وما بيننا وكيان العهر ماصنع الحداد .. سرقة أرض وتشريد شعب وخلق بؤرة تنغيص لحياة أمة منذ عقود بالدم والحؤول دون امتلاك أسباب قوتها ووجودها .
رقم العدد:4676