لم يكن يوم الثامن من كانون الأول عام ٢٠٢٤ يوما كسائر الأيام، ففي فجر ذلك اليوم انبثق نور الحرية الذي كان حلماً لكل السوريين لأكثر من خمسة عقود من الزمن، وتسلل الضوء إلى مسالخ الشيطان التي تفنن نظام الطاغية ومن قبله أبوه الطاغية في تصميمها لقتل المعتقلين بطرق يعجز حتى الشيطان عن الوصول إليها ، ورفعت الكمامة التي تخنق صوت أبناء الشعب السوري حتى من استنشاق الهواء .
في هذا اليوم المبارك أعلن عن انتصار ثورة شعب خاض نضالا طويلا ضد أبشع نظام شهده التاريخ، نظام طغى وتكبر وتجبر قبل أن تؤول به الأمور إلى فرار رأسه كالجرذ، هارباً من جحافل الثوار ن تكللت تضحياتهم ودماء شهدائهم بنصر عظيم وفتح مبين .
انتصرت إرادة الحق على ظلم الباطل، وتفوق سيف الثورة على “بسطار” الجلاد المهترئ، وعلا صوت الشعب على ضجيج طائرات ودبابات النظام ومن سانده في قتل أبناء الشعب السوري طوال أربعة عشر عاماً، تمتد منذ أول صيحة حرية في آذار ٢٠١١ وحتى يوم النصر العظيم .
في الثامن من كانون الأول لم يكن انتصار الشعب السوري على نظام الأسد البائد فحسب، بل على مشاريع إيران وميليشياتها الشيطانية، ولم تكن مفاعيل هذا الانتصار الإيجابية تقتصر على الجغرافيا السورية بل تمتد إلى دول المنطقة بأكملها، فقد تعدى أذى ورذائل نظام الأسد حدود سوريا وانتشر فساده وموبقاته، وعلى رأسها تجارة الكبتاجون إلى كامل دول المنطقة.
ومع مرور عام على ذكرى الانتصار نستذكر بإجلال تضحيات أبناء الشعب السوري، ونترحم على أرواح الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى، وندعو بالسداد والتوفيق للقيادة السورية لمتابعة ما بدأته من أعمال إعادة الإعمار واستعادة مكانة سوريا سياسيا واقتصاديا وعلى كافة الأصعدة.
الفرات