لم يسقط النظام في الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤ بيد الثوار فحسب، بل سقط معها جدار الصمت والرقابة الذي خنق الحبر والصوت لعقود طويلة، إن الحديث عن يوم التحرير من منظور سياسي وإعلامي يقتضي استحضار المشهد المظلم الذي كان يحكم صالات التحرير في سوريا.
لقدكانت الصحافة السورية قبل الثامن من كانون الأول مجرد بوق للدعاية، لا منبراً للحقيقة،كانت الرقابة لا تقتصر على مقص الرقيب التقليدي، بل كانت رقابة أمنية حزبية شاملة، كان الأمن السوري بأفرعه المتعددة يتدخل في أدق تفاصيل الحياة العامة، بما في ذلك مايُنشر وما لا يُنشر.
كانت الصحف المحلية أشبه بنشرات داخلية للحزب الحاكم، لا صحفاً حرة تعكس نبض الشارع اليوم، ومع بزوغ فجر الحرية، فإن التحدي الأكبر أمام سوريا الجديدة هو تحويل هذه المؤسسات الإعلامية من أدوات قمع إلى أركان للديمقراطية.
إن الثامن من كانون الأول هو يوم ولادة الحبر الحر، الذي يجب أن يكتب بلاخوف، وأن ينتقد بلا تردد، وأن يكون صوتاً للمواطن لا صدى للسلطة، هذه هي الروح الحقيقية ليوم التحرير، وهذه هي المسؤولية التي تقع على عاتق كل قلم سوري اليوم.
اسماعيل النجم