يعد الثامن من كانون الأول 2024 تاريخاً فاصلاً ونقطة تحول جذرية في الذاكرة السورية، حيث يمثل اليوم الذي سقط فيه نظام الطاغية بشار الأسد بعد عقود من الحكم الاستبدادي عيدا وطنيا وذكرى لا تنسى بالنسبة للسوريين، لم يكن هذا اليوم مجرد حدث سياسي عابر، بل هو رمز للتحرر من قبضة الخوف والقمع التي سيطرت على حياتهم اليومية.
يمثل هذا اليوم نهاية الخوف، فقبل هذا التاريخ، كان السوري يعيش تحت وطأة المراقبة الأمنية والاعتقال التعسفي.
أصبح الثامن من كانون الأول يوماً تبدد فيه هذا الخوف، وأصبح بإمكان المواطن التعبير عن رأيه وانتقاد الحكومة دون خشية، كانت اللحظة الأكثر تأثيراً هي فتح أبواب سجن صيدنايا، الذي يصفه السوريون بالمسلخ البشري، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين في مثل هذا اليوم رسخ في الوعي الجمعي معنى الحرية والعدالة الموعودة.
إن الاحتفال بالثامن من كانون الأول هو الاحتفال بالكرامة، حين تحولت المدن والساحات إلى مسارح لاحتفالات عفوية عارمة، لم تكن مجرد فرحة بالنصر، بل احتفالاً باستعادة الكرامة الوطنية والشخصية التي سُلبت على مدى سنوات طويلة.
الثامن من كانون الأول هو تاريخ ولادة “سوريا الجديدة”، التي يطمح السوريون أن تكون دولة قائمة على سيادة القانون، وحرية التعبير، والعدالة الاجتماعية، بعيداً عن الاستبداد الذي حكم البلاد، إنه يوم يجسد الأمل في بناء مستقبل ديمقراطي ومزدهر.
اسماعيل النجم