روحة أبو بزر … !!

أن تقف ساعات كي تحصل على ربطة خبز فهذه هي المعاناة ، قيل حذاري من التجمعات للوقاية من كورونا .. أتراها كلمة وتُقال كما ملصقات الوقاية من الفيروس( رفع عتب ) .

ماهو الموعد الذي بإمكان الموظف الحكومي أو مَنٌ يعمل في القطاع الخاص الحضور فيه للمخبز وأخذ حاجته دون أن يقع في محظور التأخر عن الدوام أتراه عند أذان الفجر أم قبله ؟!

كيف لعامل اليومية أن يُوفق لأخذ خبزه دون أن يطحش عليه شي راس كبير مدعوم أو ممن تعسكر لابساً البدلة العسكرية وهو من خارج مؤسساتها نافخاً صدره بيننا فيما سوح المواجهة لم تشهد له بأي عركة ؟!

لصاحب الفرن زبوناته الخاصين وهؤلاء عابرون للصفوف ولو امتدت عشرات الأمتار وهو حاصلٌ اليوم
وللخبّاز زبوناته من أصدقاء ومعارف ووو ، كما هو حال
من يجلس على طاقة التوزيع كذلك ، أما من له محبوبة
و ( عينتين ) فحدث ولا حرج ولك أن تضرب وتقسم وتطرح وتجمع وفقاً لعدد عاملي المخبز للخروج بمدى
الوقت الذي يستغرقه تخديم مَنٌ ذكرنا آنفاً .

أفران تخبز حتى الساعة الثامنة صباحاً وتُغلق وهي
خمسة مخابز ( المعلومة من أحد زملائنا في الصحيفة )
وبذلك لك أن تعرف سر الزحام ، فما السبب من التزامها هذا التوقيت يا تُرى.. هل هو الانتهاء من خبز كامل كمية الطحين المُخصصة لكل مخبز أم هنالك أسباباً أخرى وراء ذلك ؟ وإذا كانت الكمية غير كافية فلماذا ؟

هناك من يريد عودة بيع الخبز عن طريق المعتمدين وهو
ما كان معمولاً منذ شهر أو أكثر ، بصراحة أنا كنت ممن يُحضر الخبز من معتمد الحارة ، لكن ( الله يكثرو ) لا شكلاً ولا مضموناً يُمكنك تسميته خبزاً ، فالمعتمد يحصل عليه باكراً وفي الغالب يأتي ( يشبه كل شي إلا الخبز ) .

هناك من يرى كحلٍ للازدحام أن يحصل موظفو الجهات
العامة على حاجتهم بما يُسهم في التخفيف من الأزمة
وأعتقد أن ذلك كان معمولاً به .

يتناقل مواطنون أن أحد المخابز يعطي كميات لأناس في الغالب أطفال صغار أو نساء يقومون ببيعه على بسطات الشوارع فيما المصطفون على الدور ينتظرون ساعات للحصول عليه ، هناك خللٌ ما ضمن حلقة خبز
الحياة ، إما في الكميات وكفايتها أو في المتاجرة به
خارج السياقات المُتفق عليها قانونياً ، وحتماً عدم تأهيل
بقية المخابز لاسيما في الأحياء التي شهدت وتشهد عودة المزيد من العوائل يُشكّلُ ضغطاً على بقية مخابز
مدينة دير الزور .

لا يخلو تجمع أمام مخبز من ( عركة ) قد تكون خفيفة
محالت من الروس ومكافخ ، وقد تكون أعلى بالأسلحة
البيضاء والخوف من الرصاص لاسمح الله أو قد تأتي ملاسنة وصياح.

( روحة أبو بزر ) مثل فراتي غالباً مانسمعه ، الحكمة منه
أن لا تتأخر في إنجاز مهمة كُلفت بها وقصته تقول : إن شخصاً كُلّفَ ليأتي ببذار ذرة صفراء وعاليوم وبكرا واليوم وبكرا راح فوجد الناس قد أنهوا حصاد الذرة فعاد
بلا البذار ، قبالة الازدحام والعركات والملاسنات التي قد
قد تحدث ، ربما يكون حال المُكلف بجلب خبز عائلته اليوم كحال صاحبنا ( أبو بزر ) لا يحصل على خبزه لا لتأخير في تنفيذ مهمته ولكن للأسباب الواردة أعلاه.

* هامش :

– عندي ضعف بالتراثيات وسوالف الشياب والحبابات سوالف أهلنا فهل قصة المثل هكذا.. أفيدونا ولمن يُجيب ربطة خبز بلاش ؟!

– البزر هون مو التقريشة بل البذار ماغيرو .

.. صباحكم خير بلا منغصات .

رقم العدد: 4666

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار