بيروت لاتموت

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بقلم :  أكرم اسماعيل نيوف
 
ماجرى في بيروت حدث جلل .. يستحق الوقوف والتمعن بنتائجه ومن المستفيد ، ومن المتضرر . طبعاً بقراءة أولية وبسيطة تظهر أصابع من خلف هذا التفجير الزلزالي بل الأشبه بالنووي . 
حديثنا هنا موجه لأولي الألباب للذين يعقلون وليس للمتصهينون . هذا الإنفجار أو إذا صح التعبير التفجير حصل عشية إصدار المحكمة الدولية المسيسة قرارها بالإدانة والكل يعلم أن الإدانة محضرة للمقاومة مذ ذاك التاريخ وكلنا كنا ندرك مؤامرة إستشهاد رفيق الحريري ولم يغيب عن ذاكرتنا بعض المعطيات لمن نسي أو تناسى ماحصل ، ومنها أن سيارة الحريري كانت مجهزة بأجهزة تشويش لمنع أي عمل إرهابي ، ولم ننسى طائرة الأواكس الأمريكية التي كانت بالأجواء والتي عطلت أجهزة السيارة . ثم أن التحقيقات دلت أن القوة التفجيرية وطريقتها تحتاج لجهد دولة لديها إمكانات كبيرة ، وقطفوا الثمار وخرجت القوات السورية من لبنان ، ودقوا إسفين بين اللبنانيين وحاولوا جاهدين ولسنين ضرب الثقة بالمقاومة .. السؤال للذين يعقلون من كان المستفيد الأوحد ؟ وبدون أي إشارة إستفهام أو تعجب نقول إنها إسرائيل ، وعندما نقول إسرائيل نعني ذاك التحالف الخبيث أي أمريكا وكل حلفائها وأذنابها وبات القاصي والداني يعرفهم ويعرف حجم تآمرهم وعمالتهم . الآن وأمام هذه الفاجعة الرهيبة .. من حقنا أن نطرح السؤال من المستفيد ؟ .
الجواب كالتالي لبنان يعاني من واقع إقتصادي كبير وخطير ويبحث عن طوق النجاة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ويعاني من قانون قيصر الماسوني اللعين . وميناء بيروت هو متنفس لبنان ومؤثر على حصار سوريا .. ومؤثر على المقاومة أيضاً وهذا ليس بسر .
من قام بهذا الفعل ليس غبياً فهو يدرك الإنقسام الفكري لدينا وقدرة ماكينته العميلة في التسويق والتشويش عبر قنوات معروفة بتبعيتها وربما بل والأكيد ماسونيتها .العنبر رقم ١٢ موجود في المينا وكما ورد المواد شديدة الإنفجار ضبطت بسفينة ب ٢٠١٤ وأوقفت بالمينا وعندما أوشكت على الغرق صدر قرار بتفريغ الحمولة بالعنبر رقم ١٢ .. الموساد سيستفاد من الفساد إن لم يكن شريك في صناعته وحانت ساعة الصفر . لتقطف إسرائيل وأمريكا ثمار هذا التفجير وكالعادة ستوجه الشكوك للمقاومة كما وجهت الإتهامات في حينها بمقتل الحريري لسوريا والمقاومة وكان السؤال حينها ماهذا الغباء عند السوريين والمقاومين ليؤذوا أنفسهم بهذه الطريقة الغبية لكن الأبواق والعملاء فعلوا بإعلامهم وعملائهم كل إستطاعتهم ليس للإقناع ولكن لشق الصف والتمرير وقطف الثمار . المشكلة أنهم يعيدون الأمر بنفس الطريقة ، والسبب ثقتهم بعمالتهم وسذاجة الكثير عن قصد أو عن غير قصد .
إسرائيل ستقطف الثمار حسب رأيها بالضغط على الشارع وبقوة بهذا الواقع الكوروني والإقتصادي القاتل . وستضغط على سوريا والمقاومة بنفس الوسائل خصوصاً المقاومة التي باتت تشكل خطراً كبيراً ومقلقاً للكيان الغاصب ، والذي يقف منذ أيام على رجل ونص كما وعده السيد . الموضوع كبير جداً وتداعياته ستكون خطيرة ، وأجزم لكم عن قناعة مطلقة أن إسرائيل لن تقف بعد هذا الحدث على رجل ونص ، ولكن ستجثوا على ركبتيها ، وإن غداً لناظره قريب .. الرحمة لشهداء بيروت والشفاء للجرحى . سلام لك بيروت من بلد الياسمين .. لم ولن تتزعزع ثقتنا بأن بيروت لن تموت .
رقم العدد:4642
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار