عثمان الخلف
لحظة منعطف تاريخي لكينونة عالمٍ يتشكل
يتسارعُ خَطوهْ .
عالمٌ يُنتجه بنو آدم لن يكون ملائكياً ولن يهتم
لصراخ مايجب أن يكون ، عالمٌ من البزنس والففتي
ففتي لمن يُزاحم لمكانٍ تحت الشمس .
الآن عليك اللعب مع الشياطين ، المهم أن تُزاحم
عندما تحمي وجودك فأنت تقتل الشياطين ،آنذاك
لن تحتاج لتُطالب العالم أن يكون ملاكاً .
مُقلقٌ مايجري ، لكنه الفرصة أن نلم شتات قرارٍ
محوري حول أين مصالحنا؟
يستغل ” أردوغان ” اليوم الفراغ الذي أحدثه ربيع
العرب المشؤوم ماضياً نحو مشروعٍ ” طوراني” يلتحفُ
عباءة الدين ، هنا يكفي مشهده مُصلياً أو رافعاً للقرآن
لترى جُموعاً من مُغيبي العقل يهتفون باسمه خليفة .
لا يخصُ مشروعه سورية فقط ، فالرجل اتجه نحو الغرب إلى ليبيا ودخل بمنظومتها السياسية التقاسمية
وصولاً لوصول ميداني عسكري بقواعد ، هو يتواجد
في قطر بقاعدة وجنود منذ الحصار الخليجي للإمارة
الممولة للمشروع الإخواني ككل.
في اليمن كذلك برأس حربةٍ إخوانية ( حزب الإصلاح )
ومن قبل في السودان – وإن بدت فرملة هناك مع عزل
” البشير ” – ، كذلك الأمر في الصومال وجيبوتي، فالمنافذ البحرية الدولية هناك تهمه ، والحجة في العراق هي ذاتها في سورية رغم أن مايربطه بالبرزاني وكيانه
نافذة التدخلات وحاضنتها ليس بالشيء البسيط
فهناك يلعب ” السلجوقي على التناقضات ويبتز
ليس بالأمر العادي إغلاقه بوابات منافذ نهر الفرات
إلى سورية فالعراق ، وما تعنيه هكذا خطوات من تهديد
لأمننا الغذائي.
الخطر مشترك ودون حراكٍ عربي يُنهي النزيف السوري
ويُوقف فوضى العراق لن نكون قادرين على إيقاف التطويق الجيوسياسي الذي يلعبه ” أردوغان لمنطقتنا
العربية وما الأمر عن مصر ببعيد.
” اللاطيب أردوغان ” حاملٌ لمشروعٍ إخواني يستنهضُ
كل أسباب النزاع بعناوين طائفية ، وكل الحساسيات
العرقية ، هو لا يُقاتلُ بالعنصر التركي بل بأعراق عربية
وأفغانية وطاجيك وأوزبك وما شئت من مغفلين لم يدركوا أن خليفتهم يعمل لنفسه وشعبه وإلا فليضعوا
في موازين شرعهم دور تركيا ” الناتوي ” ومنه إلى علاقاتها مع إسرائيل وحجم التخادم بينهما… في تفاصيل سياسة ” أردوغان ” شياطين كثيرة ليتها
كامنة ، هي بارزة وتصفعنا ، غير أن عقول انكشارييه
من السوريين وسواهم مُسطّحة وستبقى كذلك ولا
شك طالما أنها ترى الظاهر .. الخليفة يقرأ القرآن
ويصلي وسيعيد مجداً غابراً
… أعلُ هُبَل!