إبراهيم الضللي
تعد ثقافة النظافة من أهم الثقافات التي تجسد هوية الأمم ، كما تعد من أهم عناوين الحضارة ، و تدلل على وعي الأفراد ومدى شعورهم بالمسئولية نحو أمتهم ووطنهم .
ومن هذا المنطلق نجد بأن النظافة لا يمكن فرضها من خلال قوانين تصدر عن الجهات المعنية ، فهي ثقافة يجب أن تسود بين الأفراد ويقتنعوا بها ، وعندها يسهل تنفيذها على أرض الواقع.
ما دفعنا لهذا الكلام هو الواقع الذي تعيشه مدينة دير الزور على صعيد النظافة والذي اصبح الشغل الشاغل لدى معظم أبناء المدينة فحال النظافة يتعافى يوما ويشهد اختناقات بالجملة أياما كثيرا وذريعة مجلس المدينة في هذا الامر هو قلة الإمكانيات على صعيد توافر الاليات والعاملين وقبل هذا وذاك هو حالة التعاون الغائبة تماما من غالبية الأهالي القاطنين في احياء المدينة .
ولا نقف في هذا المقام في موقف الدفاع عن مجلس المدينة الذي نطالبه ببذل المزيد من الجهود وإيجاد الحلول الناجعة والسريعة للتخلص من حالة الاختناق التي باتت مزمنة في عملية ترحيل القمامة من احياء المدينة ونعلم ان الاهتمام ملحوظ ومن اعلى المستويات الإدارية في المحافظة في هذا الجانب حيث صدر توجيه منذ اكثر من شهرين من محافظ دير الزور بأن تقوم جميع اليات وعمال الدوائر الخدمية بمؤازرة مجلس المدينة في ترحيل القمامة بصورة أسبوعية إضافة الى اطلاق عدة حملات نظافة بمشاركة المنظمات الشعبية الا ان ذلك كله لم يدفع المدينة الى حالة النظافة المطلوبة والتي تحتاج لتظافر جهود الجميع وعلى رأسها المواطن الذي ينبغي ان يمتثل ويتقيد بمواعيد وأماكن رمي القمامة الامر الذي يسهم بصورة كبيرة في التخلص من حالة الاختناق في ترحيلها ومن ثم يأتي دور المنظمات والهيئات والمدارس والجامعات في ترسيخ ثقافة النظافة التي تحتاجها مدينتنا التي بدأت تستعيد نبض الحياة بعد عودة الامن والأمان الى ربوعها .
رقم العدد:4349