أمين التحرير اسماعيل النجم
ترجمة حقيقية للتشاركية بين القطاعين الحكومي والأهلي أثمرت عن عمل مهم، كنا قد كتبنا عن مدخل مدينة دير الزور البائس، وأنه لا يصلح أن يكون واجهة للمدينة المحررة، والتي ينافس غربها الواقع تحت سلطة الدولة شرقها الذي لا زال تحت سيطرة الانفصاليين، في غرب المدينة يعمل الكل ضمن طاقتهم وبالإمكانيات المتاحة ردا لجميل أبطال الجيش الذين ضحوا بدمائمهم من أجله.
بالرغم من العمل ضمن الإمكانيات فإن الحراك نحو إعادة الإعمار خجول ولا رقى لمستوى التضحيات، مع أن الدعم من الدولة مستمر ولا ينقطع ليلا ولا نهارا، وللأمانة ليست المرة الأولى التي نكتب فيها كسلطة رابعة عن عثرة هنا أو هناك إلا ويسارع مجلس مدينة دير الزور إلا ردمها ولا عرقلة إلا ويسارع إلا حلها.
هذه المرة استخدم مجلس المدينة التشاركية والتشبيك مع القطاع الأهلي متمثلا بالمبادرات الشبابية التطوعية رفقة كافة دوائر الدولة الخدمية، كل يجود بما استطاع من آليات وأدوات وكوادر، وعلى رأس المتطوعين مؤسسة بصمة شباب سورية واتحاد شبيبة الثورة، وقامت سواعد الشباب والشابات مسنودة بآليات الحكومة التي وفرها مجلس المدينة من كافة الدوائر بإعادة مدخل دير الزور الجنوبي (البانوراما حتى دوار الدلة) نظيفا تماما خاليا من الأوساخ والتراكمات وسطه وعلى جنبيه.
عمل دؤوب استمر أيام العيد، استقبلوا عيدهم بالمكانس والجواريف تحت الشمس الحارقة ليبيضوا وجه مدينتهم، ولم يقتصر العمل على المدخل فقط بل شمل أحياء المدينة، وعاد المدخل نظيفا ينقصه جهود مديرية زراعة دير الزور، لإعادة تشجير المنصف الترابي وجانبي الطريق كما كانت قبل السنين العجاف، ليكون عنوان المدينة دالاً عليها مدينة الخضرة والفرات، وأيضا يحتاج لجهود مديرية الكهرباء لإنارة الطريق فدير الزور بلد النور.
كما فعل مجلس المدينة، التشاركية والتشبيك خصوصا مع شباب القطاع الأهلي وسط نص العمالة، أثبتت أنها الحل الناجع، فسواعد الشباب هي الأقدر على إعادة الألق لمدينتهم الجريحة ومداواتها وترميم جروحها، وبالتوفيق لكل من قلبه على بلده، لا ينام حتى يراه معافى سليما.
رقم العدد:4325