بقلم : د.عدنان عويّد
شفير الهاوية هو الحد الدقيق الفاصل بين أن تبقى واقفاً على قدميك لتثبت حضورك وتؤكد ذاتك للآخرين, وبين عجزك وتلاشيك عن مسرح الحياة… شفير الهاوية هو مواجهتك لمشاكلك التي تعترضك وأنت تعرف تماماً متى تقف في هذه المواجهة كي لا تخسر, ومتى تتابع المسير وتنتصر. شفير الهاوية هي شعرة معاوية في علاقاتك مع كل ظاهرة من ظواهر الحياة التي تواجهك في حياتك, اجتماعية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية. إذاً شفير الهاوية, هو تعبير عن امتلاك المرء القدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب… هي قدرة المرء ومعرفته متى يقدم على اتخاذ قراراته ومتى يحجم عنها ، لا هروباً وجبناً من اتخاذ القرار ، وإنما إقداماً وشجاعة في اتخاذ القرار الذي فيه تتحقق استمرارية الحياة وتقدمها. هكذا تكون قرارات أصحاب القرار الذين يعوّل عليهم بناء الوطن والمواطن… هكذا تكون قرارات من يتنطعون لقيادة شعب وأمة, ويعتبرون أنفسهم قادة وثواراً يدافعون عن قضايا الشعب ومصالحه. كم هو الفرق بين من يتخذ قراراته بناء على امتلاكه قدرات وإمكانيات فرد وشعب ، وبين من يتخذ قراراته بناءاً على تآمر وخيانة وارتباط بالخارج… الأول يريد بناء وطن. والثاني يريد هدم وطن… الأول يمتلك البصر والبصيرة. والثاني يفتقد البصر والبصيرة. وشتان بين من يعمل عل بقائك وتقدمك في هذه الحياة. وبين من يعمل على هزيمتك وتخلفك في هذه الحياة.
كاتب وباحث d.owaid333d@gmail.com
رقم العدد:4302