رئيس التحرير : عثمان الخلف
ليس من سمع كمن رأى ، فمابالك بمن يعايش الحال بحواسه كافة ، بمادة الجسد وبالروح معاً . حاسة سادسة مضافة تستشرف حلاً ما وفق مرويات الإخباريين ( يقولون ) أو تستقرأ بما لديها من أدوات تلك الحلول ، أما مادة الاستقراء فهي جسور دير الزور شريان الحياة المقطوع والذي ( مرمر ) حياة الناس بامتياز ! كما أسلفنا .. من يعايش الوضع سيلمس كارثية الحدث إن استمر دون حل جذري ، فالحلول المؤقتة كالجسر الحربي أو الطوافة النهرية يعاندهما نهر الفرات ويتهددهما بالتوقف عن مهمة جسر الوصل بين الضفتين ، أو بالأحرى بين بشر هنا وبشر هناك ، أو على وجه الدقة بين تواصل يحتاجه بنو آدم اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً . كل من يقصد ( الطوافة النهرية ) في التنقل سيقرأ ( آية الكرسي ) مرات ومرات مرفقة بالمزيد من أدعية حفظ النفس ، أما المال ( فيروح فدوة ) ، والجسر الحربي دونه رحلة كيلو مترات تسنزفك مالياً . حقيقة معجزة بكل المقاييس ، معجزة أن الحياة مستمرة رغم مرارة وكارثية مايجري ، في أيام الحر هذه تشاهد طلبة الشهادات العامة القادمين من الريف وهم يقصدون المدينة لتقديم امتحاناتهم وسط قلقين ، قلق امتحاني وقلق المخاطرة اليومية وتعطل الطوافة . وتشاهد وسط الجموع إمرأة مريضة تسندها امرأتان ، يقصدن مشفى أو طبيباً .. فما حال مرضى القلب و الأمراض المستعصية ، حدّث ولا حرج ! لا نحتاج الإكثار من صور ( مرارة التنقل ) يكفي فقط أن الجيوب فارغة ولهاث البقاء على قيد الحياة سيد الموقف . في الحر مأساة ، وفي البرد مأساة مضاعفة و أحاديث الأهالي في وسيلة التنقل الوحيدة ( الطوافات ) تستذكر ( عبارة الموصل ) وحادثتها الكارثية . رحلة الحياة هنا محفوفة بالمخاطر بكل ما للكلمة من معنى ، واسألوني كوني ( مجرب ) و لا أدعي غير ذلك وحتماً لن تحتاج أن تسأل حكيماً . بل ما ستحتاجه أن يصل صوت الناس إلى الجهات الحكومية العليا كي تدعم الجهات التنفيذية المحلية في تنفيذ الحل الدائم والمفيد ، أي جسر بشحمه ولحمه ، يعبره الناس و الآليات الثقيلة والخفيفة وكل ما يزيد في تنامي عودة الحياة الطبيعية . الناس ممتنة لمن وفر النقل بالطوافة مجانياً … غير أن لا حل إلا بجسر بشحمه ولحمه !!
رقم العدد: 4270