قسمةٌ ضيزى … !!

 

رئيس التحرير : عثمان الخلف

حسناً فعلت وزارة التربية في إعلانها لمسابقة الوكلاء ( 15 ألف ) ، نعم حسناً فعلت ، بل وبثت أملاً كبيراً وأحيت نفوساً كثيرة .. كيف لا والمسألة هنا فرصة عمل يتبعها مصدر رزق لطالبيه .
بالتأكيد إن هذه الخطوة تلحظ النقص ، بل النقص الحاد في الكوادر التربوية لمدارسنا ، وبالتالي ستسد ثغرة كبيرة في هذا القطاع الهام والتأسيسي في معترك الحياة التعليمية .
بل ثانية وثالثة ورابعة .. إن هذه الخطوة جاءت قراءة واقعية قبالة مفرزات الأزمة التي ولدت في وطننا الحبيب .. لكن استدراكية كبيرة تتبعها آلاف إشارات التعجب والاستفهام ( عاقولة توفيق في مسلسل الخربة ) لماذا جاء شرط المسابقة الذي استثنى الوكلاء الملتحقين بإحدى الكليات الجامعية العامة والخاصة ومن في حكمها ليُخرجهم من مولد المسابقة بالمطلق ( بلا حُمصْ ) ؟
ماذا عن الوكلاء الملتحقين ببرنامج كليات التربية ( معلم صف ) سواء من أنهى دراسته أو من أعاد الارتباط نهاية العام المنصرم ليُكمل تحصيله الدراسي وفق البرنامج المذكور ، والذي إن لم أكن مخطئاً ضَمنَ تثبيت هؤلاء في السلك التربوي ( البرنامج بدأ فعلياً العام 2010 ) ؟!
الشرط كما أسلفنا يستثني الوكيل المسجل بإحدى الجامعات حتى وإن حقق شرط 500 يوم تدريس في مدارس سورية جملةً ومفرق ، ولتشديد الخناق أكثر أن يكون قيد عمله في مكتب العمل ( الثانوية والثانوية فقط ) .
بصراحة يبدو الشرط آنف الذكر وكأنما أدخل ( زك ) مغرداً خارج سرب الحلول الواقعية .. بل والعلمية ، فبربكم أليس هؤلاء أولى بهذه المُنحة التي جادت بها وزارة التربية العتيدة ؟
هم حتماً زادوا من خبراتهم فترة دراستهم ومن هم على قيد دراستهم كذلك .. اللهم إلا إن كانت الوزارة ترى عكس ذلك ولا أظنها تعتقد ذلك ؟
فما هي ميزة الوكيل غير الملتحق بجامعة عن الوكيل الملتحق ؛ لاسيما وكلاء كليات التربية ( قسم معلم صف ) ، أتراه أكفأ أم ماذا ؟
الشرط جاء خارج نص المعقول بالمطلق ولو خُيّر الوكيل الملتحق بجامعة بين ترك جامعته و التقدم للمسابقة لاختار الاشتراك بالمسابقة حسب اعتقادي.
حقاً وصدقاً الأمر مُستغرب أيما استغراب ، لكأنما وزارة التربية أمام هذا الشرط باتت المعني بمقولة المثل الشعبي ( لا تعبر ولا تعطي القربة لمن يريد أن يعبر ) .. ما سلف حديث المئات من وكلاء الجامعات الذين أصيبوا بخيبة أمل وضياع جهد انتظروه سنوات ، أقل ما يُمكن أن يُقال حول هذا الشرط الاستثنائي أنه لم يكن موفقا باختصار هو قسمةٌ ضيزى ظلمت الكثيرين بلا أدنى شك … نعم قسمةٌ ضيزى !!

رقم العدد: 4247

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار