حالة عامة تتجاوز التململ، لامست سقف الغضب، لأنها تتعلق بالمشاهدة البصرية المؤذية، وكذلك بالرائحة الكريهة المنفرة، وربما تغلق طوقها على بقية الحواس أيضا، والطامة الكبرى أن ضررها الأكبر يقع على الصحة العامة.
الحالة العامة التي تشهدها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (الديرية) وتحولت إلى ما يشبه النحيب تتعلق بالقمامة المتراكمة في الأحياء المأهولة بالمدينة، معضلة تقف البلدية – لا ندري- متفرجة أم عاجزة إزاءها !! ولا تقول مصادرها شيئا، وبالديري ( لا تصد ولا ترد) على ناحب أو مشتكي ، وإذا ردت فعلى مبدأ التأخر بمعالجة الفالج حتى حدوث فالج آخر غار من الأول.
منذ فترة ليست بالبعيدة قامت شركة الكهرباء بتركيب محولة تفاعلية لم تتفاعل مع هدفها المرجو منها والسبب في غاية العجب، القمامة أعاقت عمل المحولة !! وتدخلت وقتها آليات الخدمات الفنية وقامت بإزالة الأكوام حتى تأخذ عدالة الكهرباء مجراها.
أيضا نشرنا ما نشرناه عن حطلة خاصرة المدينة التي تحكها بسبب تراكم النفايات فيها، وتنتظر من أصابع مجلس المينة أن بقوم بالمهمة التي لا تبدو ( مهمة مستحيلة ) خاصة بجيمس بوند، بل ولا صعبة أيضا، فحطلة جزء من المدينة وفي متناول اليد، وإذا كانت الآليات لاتصل لحطلة فكيف لا تصل إلى حديقة النصارى وهي قلب المدينة والصورة المتداولة عنها مصدرها الصفحة الرسمية لمجلس المدينة نفسه يظهرون فيها إنجازهم بلاليع مطرية ونسوا أن يزيلوا بقايا الحفريات حول البلاليع !!
هذا مجرد تساؤل مشروع ينتظر الرد من المسؤولين، وغني عن القول إن المسؤولية كلها لا تقع على عاتق مجلس المدينة وحده، فالنظافة ثقافة وسلوك جماعي المسؤول الأكبر عنه هو الناس ، ما نقوله هنا إن الناس غير مسؤولين عن ترحيل القمامة إلى مقالبها لكنهم مسؤولون عن الالتزام بزمان ومكان إلقائها وبطريقة إلقائها أيضا لأن الفوضى تخلق التراكم والتراكمية هي أخطر أمراض القمامة فتكا.
نقترح أخيرا.. كي لا نتململ ونشتكي فقط: إذا كان نقص اليد العاملة هو السبب فلماذا لا تجرى مسابقة أو أي طريقة أخرى للتوظيف !! وإذا كان النقص في الآليات وليس السواعد فلماذا لا يتم التنسيق مع الجهات الأخرى التي تمتلكها ؟ ولا يهمنا في النهاية سوى إزاحة الهم عن مدينتنا.. وهذا على طريقة الهاشتاغ لو أحببتم ( الدير أجمل بدون قمامة).
أمين التحرير : اسماعيل النجم
رقم العدد: 4183