لاجديد في السياسة الأمريكية اللاهثة نحو الهيمنة ومحاولات إركاع الدول والقوى الرافضة لها ، الحرب الاقتصادية التي تستهدف سورية أرضا وشعبا هي هي ، وإن جاءت اليوم تحت عنوان ” قانون حماية المدنيين ” العام 2019 أو ما يسمى بقانون ( سيزر ) فهي لا تخرج عن سياقات الفشل المتراكم والمكشوف ، لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن استهداف سورية ، أولا عسكريا منذ العام 2011 عبر الاستهداف المباشر بالقصف الجوي والصاروخي من قبلها وحلفائها الأوروبيين ، مرورا بالعدو الصهيوني ، أو عبر مجموعات الإرهاب متعدد الأشكال لا سيما التكفيري أو المتلبس لبوس الثورة الشعبية فيما سمي ( الجيش الحر ) .
الصحيح أخذ العقوبات والاستهداف الاقتصادي على محمل أخذ الاستعدادات اللازمة كي لايؤثر القرار الأمريكي على لقمة عيش المواطن السوري الذي صمد وتحدى الظروف القاسية المفروضة كنتيجة للحرب التي تشن على سورية منذ ما يزيد عن السنوات السبع ، لكن في المقابل لا ينبغي التهويل وتقديم خدمة للعدو عبر حرب نفسية منبثقة عن قراءات قاصرة تعتمد الصياح والتهويل كقاعدة دون تقديم الرؤى لحلول تقف في وجه الحرب الاقتصادية ، هنا لاينبغي علينا جميعا نسيان أن اللجوء الأمريكي للتصعيد الاقتصادي في وجه سورية ما هو إلا نتيجة فشله بتحقيق الأهداف بالحرب العسكرية غير المسبوقة ، علما أنه حتى الحرب العسكرية كانت مترافقة مع العقوبات والتضييق الاقتصادي .. من ضمن استعدادتنا لاستمرارية مواجهة المشروع الأمريكي هو إيماننا بذاتنا كسوريين أنجزوا أنموذجا فريدا في حماية قرار دولتهم وكيانها ، أنجزوا رغم الجراح أنموذج الدولة الرافضة للإملاءات الخارجية والمحافظة على استقلاليتها ، والسائرة في طريق البناء ، المتتبع الجيد لمسار السياسة الأمريكية لابد و يلاحظ حالة التخبط الواضحة ، أمريكا لاعب وسط لاعبين كثر في السياسة الدولية ، ماعاد التفرد بصياغة العالم اختصاصا أمريكيا ، قرار انسحابها من سورية ، قرار انسحابها من أفغانستان والتفاوض مع إرهابيي طالبان ، محاولاتها التآمر على فنزويلا كلها وإن حملت نوايا خبيثة لفوضى تحاول رسمها ، غير أن الحقيقة هي فشلها في تحقيق أهداف وضعتها في تلك الدول من العالم لم تصل إليها .
مايسمى ” قانون سيزر ” ماهو إلا وجها من أوجه التوحش الامبريالي ، والمتتبع لنصه يلاحظ تركيزه على المشتقات النفطية وقطع الغيار للطائرات ، مرورا بكل مايساعد أو من يساعد في أعمال الهندسة وإعادة الإعمار في سورية التي قهرت إرهابهم ( ويسمونه حماية للمدنيين ) ، منصة تفاوض جديدة تخير الدولة السورية بين البقاء تحت الفوضى والإرهاب أو الانصياع للمصالح الأمريكية والأداة اقتصادية .
كلنا معنيون بالمواجهة ، العامل والفلاح ، الطبيب والمهندس ، الإعلامي و الأديب ، السياسي والاقتصادي … الخ ، كل فئة مجتمعية هي معنية بمواجهة أمريكا المتوحشة والتي تحاول تغطية فشلها .
سبع سنوات وأزيد جرى علينا فيها ما لم يجر على مجتمع أو دولة ، دم ودمار ، تزوير وتضليل ولكننا لم نركع ، النصر صبر ساعة .. صناعة الحياة شأن سوري والأبجدية التي قدمناها للعالم الشاهد .
… مع الوطن لا عليه !
رئيس التحرير : عثمان الخلف