يتطلع جميع أبناء سوريا بعين التفاؤل الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم عقده قريبا لرسم مستقبل سوريا الجديدة ، والذي بدأ التحضير له عبر عقد جلسات في المحافظات من قبل اللجنة المشكلة للتحضير لهذا المؤتمر لاستطلاع اراء ابناء كافة المناطق على امتداد الجغرافيا السورية حول شكل المؤتمر والنقاط التي ينبغي مناقشتها والشخصيات التي ستمثلهم خلال المؤتمر .
الفرات استطلعت آراء عدد من أبناء دير الزور حول هذا الموضوع ورؤيتهم لهذا المؤتمر .
المدرس محمد العلي ، أشار إلى أن المؤتمر فرصة تاريخية أمامنا نحن أبناء سوريا لرسم مستقبل بلادنا ، بعد أن حرمنا لخمسة عقود عن التعبير عن آرائنا، فلم نشهد نحن كجيل أو حتى جيل آبائنا مثل هذه الفرصة ، فكانت السياسات العامة والدستور والقوانين تفرض على أبناء الشعب ويتم وضعها خدمة لمصالح النظام وتفصل على قياسه ، واعتقد أن مهزلة تغيير الدستور عام ٢٠٠٠ والتي تمت بغضون دقائق معدودة لتتيح للمجرم الفار إمكانية تولي الرئاسة سابقة على مستوى العالم ، أما اليوم وبعد انتصار الثورة صار بإمكان ابناء الشعب أن يطرحوا وعبر ممثليهم الى مؤتمر الحوار الوطني كل ما يريدونه ويرغبون أن تكون عليه دولتهم .
المواطن صالح محمد سعيد أعرب عن ثقته بأن سوريا الجديدة ستكون أجمل مما نتمنى رغم التحديات الكبيرة التي تواجه جميع مكونات الشعب والقائمين على إدارة البلاد في العهد الجديد، فالكابوس الأخطر الذي كان جاثما على صدور الجميع قد زال بزوال النظام البـ.ـائد، وما بعد ذلك كله هين وقابل للتحقق ، وينبغي علينا أن نبدأ عهد سوريا الجديدة بإعلان العفو والمسامحة باستثناء من ارتكب الجرائم وخطط لها، وفتح صفحة جديدة تتيح لجميع أبناء سوريا المشاركة في إعادة الاعمار والبناء.
من جانبه تمنى الحقوقي كرم سمير أن يخرج المؤتمر بنتائج تفضي إلى تطبيق العدالة الانتقالية بحق الجميع دون استثناء، ووضع دستور حضاري متطور يتناسب مع عراقة وإرث سوريا التاريخي ، ولاتنحصر من خلاله السلطات بيد شخص او مؤسسة ، بل يقوم على احترام سيادة المؤسسات وتوزيع الاختصاصات والصلاحيات بين كافة السلطات ، وسنّ قوانين في الدستور السوري الجديد تتيح لمؤسسات الدولة أن تمارس عملها بحرية تامة بعيدا عن اية سلطة قد تعرقل أداء دورها في خدمة المواطنين .
وأشار التاجر أمير بكر الى أن اهم مايجب أن يخرج به المؤتمر هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض اي تقسيم او محاصصة،وتحديد الشكل الاقتصادي والسياسي الأمثل للدولة ، ووضع ضوابط قانونية ودستورية تحدد آليات اختيار المسؤولين بمختلف مستويات إدارة الدولة تضمن تولي المناصب لمن يمتلك الكفاءة والقدرة على خدمة الوطن بشرف ونزاهة.
واعربت المعلمة ولاء العواد عن أملها أن يتم خلال المؤتمر مناقشة واقع التعليم والخروج بنتائج تسهم في تطوير الواقع التربوي والتعليمي في سوريا بعد ان عانى القطاع التربوي من الترهل والفساد خلال السنوات الماضية.