لا تزال طقوس موسم القطن حاضرة إلى يومنا هذا على الرغم من توقفها خلال فترة سيطرة الإرهابيين الظلاميين على دير الزور لسنوات، ويعتبر موعد جني القطن تتويجا لتعب شهور وعرساً ينتظره الفلاحون ترافقه طقوس مميزة موغلة في القدم، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراث المنطقة.
تبدأ طقوس قطاف القطن مع بزوغ الفجر، وعلى الرغم من التعب والجهد الكبير، إلا أنها تحمل الفرح والغناء والسعادة، والأهم الإنتاج، وتتكفل النساء ببداية اليوم المميز بالغناء حيث تنشد حواشات القطن: (يا حواشات القطن.. وحدة منكن نصيبي.. لقعد حارس يم الكود.. بس شوفوني حبيبي)
وعن كلمات أغنية القطن وسبب تسميته فإن هذه الأغنية أطلقها أحد متقني الشعر في المنطقة متغزلاً بحبيبته التي تذهب كل يوم إلى حقول القطن مع نساء القرية، لتنتشر وتتداول فيما بعد وأصبحت من الأغاني الشعبية الشهيرة..
كما انتشرت في تسعينيات القرن الماضي، أغنية أخرى عن القطن موازية في شهرتها للأولى، وهي أغنية (وردة وردة عالقطن تعالي) حيث حظيت بحب واهتمام الناس ولاقت انتشاراً واسعاً لتصبح من الأغاني المفضلة في الحفلات والأعراس أيضاً، وعن سبب تسميتها فإن شابا أحب فتاة اسمها وردة تعمل في قطف القطن مع نساء المنطقة، كتب لأجلها بعض الكلمات التي تحولت إلى أغنية شهيرة وكلماتها (وردة وردة عالقطن تعالي تااريد اشوفك باللوح الشمالي…بكرا ما أقدر نقطف عند خوالي…جتني وردة يامحلا هالجية مكثرة الحمرة والغرة مكوية” فالأغنية تتضمن حوارا بين الشاب والفتاة المذكورة، وجميع تفاصيلها مأخوذة من محصول القطن، وأصبحت من الأغاني الحاضرة التي ينشدنها النسوة أثناء جمع أي محصول.
يتم التوجه لعمليات القطاف كان على شكل مجموعات كبيرة أيضاً من النساء والفتيات وعلى رأسهن الشاويش مسؤولة المجموعة، ويعد التنافس بين العاملات كان من أهم الطقوس، فمن تجمع الكمية الأكبر تكون هي محور الحديث بين مسؤولات المجموعات في القرية وحتى على مستوى القرى المجاورة، فالتنافس بينهن يكون على أشده يتخلله أحاديث وأغاني تتبادلها الفتيات للتخفيف من التعب وتمضية الوقت بسرعة.
الفرات