العودة للحياة بعد 3 طعنات.. قصة ميسي تلهم المنحوس كين

 

تبقى لعنة هاري كين مع الألقاب واحدة من أشهر اللعنات التي ربما مر بها أي لاعب في تاريخ كرة القدم، حيث يبقى سؤال الجماهير الإنجليزية وتوتنهام وبايرن ميونخ، كيف للاعب بتلك الجودة لم يحمل أي كأس طوال مسيرته من قبل؟

وينظر إلى كين باعتباره واحد من أفضل المهاجمين الإنجليز في التاريخ إن لم يكن الأفضل، فهو الهداف التاريخي للأسود الثلاثة وحصد الحذاء الذهبي في كأس العالم 2018، ويعد واحدًا من 3 لاعبين فقط نجحوا في تسجيل 200 هدفًا في البريميرليج، كما أنه يملك كل المقومات التي يحلم بها أي مدرب في مهاجم، ولكن كل ذلك لم يكن كافيًا لحصد الألقاب الجماعية.

بداية اللعنة

توج توتنهام بآخر ألقابه في عام 2008 عبر كأس الرابطة، وبدأ كين مسيرته كلاعب في صفوف السبيرز من عام 2009.

وفي موسم (2012- 2013) انتقل كين على سبيل الإعارة لصفوف نورويتش سيتي في النصف الأول من الموسم، وقضى الموسم الثاني رفقة ليستر سيتي الذي كان يطارد حينها الصعود للبريميرليج ووصل إلى المباريات التأهيلية للبطولة ليواجه واتفورد في نصف النهائي.

وفي تلك المباراة تحصل ليستر سيتي على ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة، ولكن نجح الحارس مانويل ألمونيا في التصدي لها من أنتوني كنوكايرت، لتتحول مباشرة إلى هجمة مرتدة سجل منها تروي ديني هدفًا قاتلًا بدأت معه لعنة كين مع الألقاب.

القصة الشهيرة

وصل ماوريسيو بوكيتينو لتوتنهام قادمًا من ساوثهامبتون بحثًا عن بناء فريق شاب للسبيرز من حول كين قادر على الفوز بالألقاب، بالاعتماد على أسماء مثل ديلي ألي وكريستيان إريكسن وسون هيونج مين وموسى ديمبلي وداني روز وكايل ووكر.

وكان قريبًا من التتويج بلقب البريميرليج في موسم (2015- 2016) قبل التفريط به في الأمتار الأخيرة لصالح ليستر سيتي بالتعادل أمام تشيلسي العاشر حينها بنتيجة (2-2)، وقبلها حل السبيرز وصيفًا لكأس الرابطة في موسم (2014- 2015).

واستمرت المعاناة من بعدها بخسارة نهائي دوري أبطال أوروبا (2018- 2019) أمام ليفربول، ليرحل بوكيتينو ويأتي المدرب جوزيه مورينيو الذي لم يفشل قبلها في الفوز بالألقاب مع أي ناد أشرف على تدريبه.

وعلى الرغم من تألق كين وسون تحت قيادته، إلا أن لعنة كين كانت أكبر من عادة مورينيو، ليرحل البرتغالي دون التتويج بالألقاب ويخسر من بعده المدرب ريان ماسون نهائي كأس الرابطة عام 2021 أمام مانشستر سيتي.

وبالطبع في تلك الفترة كانت اللعنة مستمرة أيضًا رفقة المنتخب الإنجليزي الذي اكتفى معه بالمركز الرابع في مونديال روسيا 2018 وربع مونديال قطر 2022، ووصل إلى النهائي في يورو 2020 على ملعب ويمبلي بالذات للمرة الأولى في تاريخ الأسود الثلاثة بالبطولة الأوروبية، ولكن لم ينجح كين ورفاقه في إنهاء 55 عامًا من الألام للكرة الإنجليزية وسقطوا بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

تغيير العتبة

بدأت مؤشرات حاجة كين إلى الرحيل للفوز بالألقاب في الظهور وبشكل ملح، وأراد مانشستر سيتي التعاقد معه عقب يورو 2020، إلا أنه استمر مع المدرب نونو إسبريتو سانتو وانضم في الصيف التالي للسيتي إيرلنج هالاند الذي توج بكل الألقاب الممكنة رفقة السيتي.

ولم يتغير الحال أيضًا مع المدرب أنطونيو كونتي، ليرحل كين الصيف الماضي لصفوف بايرن ميونخ مع ثقة كبيرة بإنهاء العقدة خاصة أن البافاري يهيمن على الألقاب في الكرة الألمانية.

وكانت لعنة كين أكبر عن عنفوان البايرن، الذي ولأول مرة منذ 12 عامًا خرج بموسم صفري من دون ألقاب، ونجح باير ليفركوزن في الفوز بلقب البوندسليجا للمرة الأوللا في تاريخه، لتستمر المعاناة بعدها هذا الصيف بخسارة نهائي اليورو من جديد أمام إسبانيا (2-1) في برلين.

اعتزال

خرجت أصوات عقب السقوط في نهائي اليورو تشير إلى تفكير كين في الاعتزال الدولي، وذلك رغم من تصدره قائمة هدافي اليورو مناصفة مع لاعبين آخرين برصيد 3 أهداف، ولكنه واجه عاصفة من الانتقادات بسبب ضعف مستواه مما ظهر في خروجه مستبدلًا في النهائي.

ومع ذلك أشارت صحيفة “تيليجراف” البريطانية أن كين يرغب في الاستمرار مع الأسود الثلاثة وقيادتهم عند عودة المباريات الدولية من جديد في شهر سبتمبر/أيلول المقبل بحثًا عن المشاركة في المونديال المقبل بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026.

ميسي يفك نحسه

ربما يستهدف كين الاستفادة من تجربة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي عانى كثيرًا مثل النجم الإنجليزي ولكن على صعيد البطولات الدولية، فرغم هيمنته عل كل الألقاب الجماعية رفقة برشلونة والفردية من الكرة الذهبية والحذاء الذهبي وأفضل لاعب في العالم ونثر سحره في كل الملاعب، إلا أنه فشل في قيادة الأرجنتين للفوز بأي لقب.

ودائمًا ما وجد ميسي لعنة في الأمتار الأخيرة، بالسقوط في نهائي كوبا أمريكا 2007 و2015 و2016، كما سقط في نهائي مونديال 2014.

وقرر ميسي الاعتزال دوليًا بعد خسارة نهائي كوبا أمريكا 2016، وعدل بعدها عن قراره، ورغم الخروج بعدها من ثمن نهائي مونديال 2018 ونصف نهائي كوبا أمريكا 2019، إلا أن مسيرته تغيرت بالكامل مع وصول المدرب ليونيل سكالوني.

وهيمن ميسي على الألقاب الجماعية منذ ذلك الحين رفقة الأرجنتين، بالفوز باللقب الأغلى في مونديال قطر 2022، كما توج بكوبا أمريكا مرتين عامي 2021 و2024 وبالفيناليسما (السوبر الأوروبي – الأمريكي الجنوبي) أمام إيطاليا، وتحولت لعنته إلى حصيلة من الألقاب الجماعية رفقة المنتخبات لم يصل إليها إلا عدد قليل للغاية من اللاعبين حول العالم.

ويأمل كين أن يحظى بنفس القصة مع المنتخب الإنجليزي بعد رحيل جاريث ساوثجيت، حيث تملك الأسود الثلاثة مواهب بارزة قادرة على الفوز بالألقاب.

فعلى الصعيد الدولي أتت هيمنة ميسي بعد التعرض لثلاث طعنات متتالية بخسارة نهائي مونديال 2014 وكوبا أمريكا 2015 و2016 ليخرج من تلك المحنة بشخصية أقوى، وأمام كين الفرصة للاستفادة من سقوطه مرتين في نهائي اليورو والتحول لقائد تاريخي مثل ميسي بدءًا من مونديال 2026.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار