الصالحية.. وريثة عادات الأصالة الفراتية

 

تدهش الناظرين بسحرها الأخاذ من قمة الهضبة التي تعلوها؛ أشجار نخيلٍ باسقة وحقولٌ خضراء تجاور بيوتاً طينية، ثم العظيم بهدوئهِ نهر الفرات، لوحةٌ فنية باهرة صمّمتها الطبيعة وتبنّاها الإنسان بوفاء.

تقع بلدة الصالحية على الضفة اليمنى لنهر الفرات على بُعد 90كم عن محافظة دير الزور باتجاه الطريق المؤدي إلى مدينة البوكمال والتي تبعد عن الأخيرة مسافة 40كم تبلغ مساحتها 4000 هكتار ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، يعمل معظمهم بالزراعة وتربية المواشي التي يصل عددها من الأغنام قرابة 15 ألف رأس ومن الماعز نحو 220 رأسا ومن البقر 3 آلاف رأس.

ويقول السيد جاسم من أهالي ريف البوكمال: يتصف سكان الريف بشكلٍ عام بسماتٍ تُميّزهم عن سكان المجتمعات في المدن الكبرى؛ وأهم ما نحافظ عليه وورثناه من أجدادنا نحن سكان البلدة الكرم والشهامة ومد يد العون للمستغيث والشجاعة وعدم الخروج عن رأي كبير العشيرة الشيخ وحل الخلافات عشائرياً ما أمكن ذلك

أُحْدِث المجلس البلدي عام 1991م ويوجد في البلدة خمس مدارس للتعليم الأساسي وثانوية واحدة، ومركزاً صحياً يخدّم القرية، ومقسماً للهاتف الآلي ومحطة تصفية لمياه الشرب؛ بالإضافة إلى مخفر للشرطة ووحدة إرشادية وجمعية زراعية، كما توجد عدة حوايج** تحتوي على شجر الصفصاف والحور، وعدا عن كل ذلك فهي تحتضن أهم معلم تاريخي وأثري وهو موقع دورا أوروبوس.

وعن أصل وسبب تسمية البلدة بهذا الاسم؛ فقد جاء في كتاب مدينة البوكمال للباحث التاريخي حميد سيد رمضان ما يلي: كلمة الصالحية هي تسمية جاءت من قبة الأربعين صحابي الموجودة في أعلى الهضبة التي تعلو البلدة؛ حيث دُفِنَ فيها أربعون صحابياً إما أثناء مرور القائد الإسلامي خالد بن الوليد بعد تأديب العصاة في جبل البُشري عام 12هـ، أو في زمن مرور الإمام علي بن أبي طالب  عند ذهابه إلى صفين أو عند عودته منها، فتسمية الصالحية جاءت من صلاح هؤلاء، وما زالت هذه القبة حتى الآن موجودة ومهددة بالانهيار في كل لحظة يزورها سكان المنطقة.

الفرات

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار