في ذكرى رحيل القاص محمد نديم… حضور للأديب الإنسان الملتزم

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة وجمعية صفصاف الخابور الثقافية حفل تأبين بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل القاص محمد نديم الذي ترك إرثا أدبياً زاخراً بالعطاء في مجالات الأدب والقصة والمقال والدراسات السياسية والقانونية.

القاص الراحل كان يعد من الرعيل المؤسس للأدب والقصة في محافظة الحسكة كما كتب في مجالات المسرح والرواية، وعمل في سلك المحاماة رافداً المكتبة العربية بثماني مجموعات قصصية، والعديد من الروايات المخطوطة والمقالات والدراسات السياسية والقانونية.

وألقيت كلمات عدة في حفل التأبين تحدثت عن مناقب الفقيد ومسيرة عطائه الممتدة ما بين مسقط رأسه في محافظة درعا ومكان عيشه ورحيله في القامشلي والفترة الزمنية الممتدة لثمانية عقود زاخرة في العطاء.

وأوضح رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب إبراهيم خلف لمراسل سانا أن نديم كان من فرسان الكلمة في محافظة الحسكة، ومن أوائل رعيلها الأدبي الأول وأحد أقدم أعضاء اتحاد الكتاب فيها، وقد ترك إرثاً كبيراً يتضمن ثماني مجموعات قصصية، والعديد من الروايات المخطوطة وعشرات المقالات والدراسات.

وأشار خلف إلى أن الراحل الكبير كتب بالقصة والمسرح والدراسات السياسية والقانونية ومجالات الطفولة والإعاقة والمرأة، وشغل رئاسة فرع اتحاد الكتاب لدورتين خلال تسعينيات القرن الماضي، وعمل على إعداد أرشيف خاص في محافظة الحسكة جمع فيه المقالات السياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية منذ عام 1950 في جهد كبير يتميز بالدقة العالية والأمانة التاريخية.

ولفت رئيس مجلس إدارة جمعية الصفصاف الكاتب والباحث أحمد الحسين إلى أن الحركة الأدبية في المحافظة تستذكر اليوم علماً من أعلام الأدب كان شديد الحيوية دائم الحضور في المنابر الثقافية في المحافظة وخارجها، وامتلك الصفات الإنسانية الراقية كالحب والإخلاص والتسامي، وبقي الصوت الرائد في ميادين الثقافة والقصة.

وأوضح الحسين أن نديم كان وثيق الالتصاق بالمجتمع، ومنحازاً للطبقات الفقيرة مصوراً واقع قرى الجزيرة والتناقض بين الفقر والغنى، كما أخذت مواضيع الطفولة حيزاً كبيراً من إبداعه حتى سمى مجموعته القصصية الأولى “الطفل والمغامرة”، كما كان عين الجزيرة السورية، وكان بيته ملتقى للأدباء يجتمع المثقفون فيه، وبأجواء بساطة الحياة وفيض الحب كانت تتكون الصداقات.

أما القاص محمد باقي محمد فقد تطرق إلى شخصية الفقيد الراحل القصصية، مشيراً إلى أن مهنة المحاماة التي عمل فيها لسنوات وضعته أمام مشاكل المجتمع العديدة، وركز من خلالها على مواضيعه القصصية ليقدم قصصاً واقعية ناضجة فيها تسلسل الأحداث واضح والحبكة جميلة، وهناك الزمان والمكان المتمثل في الجزيرة السورية، موضحاً أن ما كان يميز القاص الراحل الجانب الإنساني وقدرته على تصوير الصراع بين الخير والشر ومواضيع الطفولة والمرأة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار