في إحدى زوايا سوق الصاغة بمركز مدينة الحسكة يجلس الحرفي مارون بصمجي داخل محله الصغير، بين معداته البسيطة ومنتجاته من معدن الفضة، التي يطوعها بمهارة عالية وحرفية دقيقة تظهر جمالية العمل اليدوي ذي الطابع التراثي بصناعة الفضة التقليدية والحديثة.
وفي حديثه لمراسل سانا بين بصمجي أنه ما زال متمسكاً بهذه المهنة التي يحبها ويبدع في تصنيعها منذ نحو 30 عاماً، من خلال عمله في أحد محال الصاغة المختصة بالفضة, وهي تحظى بإقبال أهالي المنطقة وخاصة أن الغالبية تقتني هذه المجوهرات لتقديمها كهدايا بشكل رئيسي، نظراً لارتفاع أسعار الذهب، ولأنها تحمل في بعض قطعها جمالية خاصة للعمل اليدوي.
وأضاف: هناك إقبال كبير على ما يسمى الضبة، وهي القطعة من الفضة أو الذهب التي عادة ما تقتنيها السيدات المتقدمات في العمر، إضافة إلى تصنيع الحجول المزينة بأجراس، ويتم شراؤها للأطفال عند بدء خطواتهم الأولى كنوع من الدلال، وهناك أيضا مجوهرات متنوعة منها ما هو الشبابي وتحديداً القطع التي تزين الرقبة وما يتدلى من الأذن، إضافة إلى بعض القطع التي تعلق بها المفاتيح.
وأشار بصمجي إلى بعض الصعوبات التي اعترضت المهنة خلال السنوات الماضية، حيث أغلق السوق بشكل كامل بسبب تداعيات الحرب على سورية والاعتداءات الإرهابية، ما أثر على الإنتاج وتوقف التصنيع، ولكن اليوم ومع عودة الأمن والاستقرار أعرب بصمجي عن تفاؤله بانتعاش العديد من الصناعات والحرف.
وشدد بصمجي على أنه متمسك بالعمل بهذه الحرفة مهما حدث، محفزاً زملاءه في المهنة لعدم الاستسلام للظروف ومتابعة إنتاجهم لتشجيع الشباب الحرفي الجديد أيضا للتفنن والإبداع بهذا المجال.