يوم عادت سوريا إلى السوريين والعالم

 

قبل عام من هذا اليوم انتهت أسوأ حقبة يمكن أن يمر بها شعب، وسقط أسوأ نظام حكم شعباً انطلق فجراً لردع العدوان عنهم وعن الشعب السوري، ولم تمض سوى أيام ليفتح الله عز وجل عليهم فجراً مشرقاً بالحرية والنصر.

جاء الفتح والنصر على أيدي رجال حملوا همماً بحجم الجبال،  وعزيمة ترقى إلى النجوم، وإصراراً لا يعرف اليأس،   حين انطلق أبطال الثورة  السورية متسلحين بالثقة والإيمان و التوكل على الله عز وجل لخوض معركة  ردع العدوان، معركة التحرير النهائية التي توجت نضال شعب استمر لأكثر من أربعة عشر عاماً، تخلى العالم عنه بمواجهة نظام مجرم تسانده قوى كبرى وميليشيات وفصائل طائفية متعطشة للإجرام .

آلام وعذابات وجراح وتهجير وسجون وتعذيب وقتل وذبح لم تثن رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأعدوا أفضل إعداد، وحضروا وجهزوا بشكل ممنهج ومدروس، ثم وضعوا حداً لكل هذا الاجرام، بعد أن وجدوا أن الوقت حان لخوض غمار المعركة الأخيرة بمواجهة النظام .

ورغم الفارق الكبير في الامكانات العسكرية وترسانة الأسلحة التي كان يمتلكها جيش النظام، إلا أن الإيمان غلب الروح المهزومة لدى من لا إيمان عندهم لا بدين ولا بوطن، وحصدهم طير الشاهين الذي كان سورياً بحتاً ولم تنفعهم الخردة التي كانوا يشترونها بدم الشعب السوري من إيران وغيرها، ومع انطلاق المعركة كان النصر حليفا للحق ، وجاء دخول قوات ردع العدوان إلى حلب بوابة لفتح عظيم، تبعته انتصارات متتالية وسريعة في ظل شجاعة الثوار الذين أجبروا ضباط وجنود جيش الطغيان على الفرار من بقعة إلى أخرى، حتى خلعوا بدلاتهم العسكرية ورموها في حاويات القمامة مع أسلحتهم وهوياتهم، وهرب الجبان وعائلته وأزلامه تاركاً إياهم في قبضة العدالة عجلاً أو آجلاً.

اليوم وفي الذكرى الأولى لانطلاق معركة التحرير، وذكرى النصر المبين، يتطلع جميع أبناء الوطن لاستمرار معركة البناء وإعادة الإعمار بعد أن استعادت سوريا مكانتها السياسية، وعادت إلى العالم دولة قوية ذات سيادة، دولة حرة الفكر والاقتصاد يتكلم العالم كله عنها وتتصدر كل الشاشات.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار