في الذكرى التي باتت توصف على نطاق واسع بأنها نقطة الانعطاف الأكثر تأثيرا في تاريخ سوريا الحديثة، يعود السوريون اليوم لاستحضار تلك اللحظة التي شكلت نهاية مرحلة وبداية أخرى.
ليست المسألة مجرد تاريخ يذكر بل محطات مفصلية أسهمت في إعادة تشكيل الهوية السورية، حيث شهدت السنوات التي سبقت إسقاط نظام الطاغية أزمات على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وانهيارات أدت إليها هذه الازمات.
لم يكن السقوط فقط لسلطة قمعية استبدادية، بل هو إعلان لنهاية منظومة استمرت عقوداً من الزمن، لم تترك البلاد والعباد حتى دمرت ونهبت وخربت كل ما تحت أيديها، أما بعد السقوط فقد برزت مرحلة وصفت بالتحرير ليس فقط بمعناها السياسي، بل بجميع المجالات وفتحت الباب أمام رؤى كانت مغلقة لسنوات طويلة و برزت ملامح جديدة وهوية جديدة وصار للدولة هوية بصرية تمهد لإعادة تشكيل كامل..
بعد سقوط نظام الطاغية ظهرت ملامح جديدة لمرحلة انتقالية تهدف إلى بناء هوية الدولة الجديدة، حيث أصبح من الضروري أن يُعبّر كل جزء من الدولة عن هذا التحول العميق، بدءًا من الهوية البصرية ومرورًا بشعار الدولة، وصولًا إلى الآليات الجديدة التي ستقوم عليها مؤسسات الدولة مثل وزارة الداخلية، هذه العناصر ستكون بمثابة واجهة الدولة الجديدة، وبداية لعملية طويلة وشاقة، لكنها ستثمر لإعادة تأسيس النظام السياسي والاجتماعي في سوريا.
طه العلي