قصر هرقلة أو هرقله، هو أحد قصور مدينة الرقة السورية، ويقع على بعد 6 كيلو متر من مدينة الرقة الواقعة على نهر الفرات، أنشئ القصر تخليداً لذكرى الانتصار الكبير على الروم وفتح وتحرير مدينة هرقلة.
ونسب المؤرخون العرب آثار هرقلة إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد، ومصدر التسمية هو مدينة هرقلة ببلاد الروم (موقع أريجلة في تركيا حالياً)، وكان الخليفة الرشيد قد غزاها في عام 806 م، وحقق نصراً مبيناً على جيوش “نيقفور” ملك الروم، وفي ذلك أنشد المكي أبياتاً
كما يدل على ذلك شعر “أشجع السلمي” وهو يخاطب “الرشيد” قائلاً:
أمست “هرقلة” تهوي من جوانبها ونـاصر الله والإسـلام يرميها
مـلكتها وقـتلـت النـاكثين بها بـنصر من يملك الدنيا وما فيها
تاريخ القصر
يقع هذا القصر في الجهة الغربية من مدينة الرقة، ولقد أنشأه هارون الرشيد بعد أن فتح مدينة هرقلة منتصرا على نقفور وعاد إلى الرقة. وبناء هذا القصر متميز ويعد قصرا فريدا وآبدة آثارية تذكارية، وهو مربع الشكل بامتداد 100 متر ب 100 متر له أربعة أبراج ضخمة دائرية الشكل، أضلاعه الثلاثة أواوين تنفتح نحو الخارج قبالة أربع بوابات كبيرة تتوضع على سور دائري يحيط بالقصر.
وصف القصر
هو عبارة عن شكل مربع أبعاده 100×100م، يتربع فوق السطح على هيئة مصطبة طولها وعرضها متساويان، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من ستة أمتار، ويعد قصراً فريداً وآبدة آثارية تذكارية، له أربعة أبراج ضخمة دائرية الشكل، أضلاعه الثلاثة أواوين تنفتح نحو الخارج قبالة أربع بوابات كبيرة تتوضع على سور دائري يحيط بالقصر، حيث ذكرها كل من “المسعودي” و”ياقوت الحموي” و”الطبري” على أنها بناء عجيب من أعمال الخليفة “هارون الرشيد”، وخلافاً لأغلب المواقع الأثرية فإنَّ هرقلة ينفرد عن غيره من المواقع الأثرية الأخرى من العصر العباسي بأنه الموقع الأثري الوحيد الذي ما زال يحمل اسمه الأساسي القديم تتربع آثارها فوق تربة زراعية لحقية، ما حدا بالمعمار الذي خطط لبنائها إلى بناء قاعدة قوية وصلبة من شأنها أنْ تحمل ثقل هذه المنشأة التي كان يريد بناءها، وشيدت القاعدة من الحجر الحواري الذي كان يجلب من الجبل القريب من الرقة وهو الموقع الأثري الوحيد الذي مازال يحمل اسمه الأساسي القديم، كما أنَّه الموقع العباسي الوحيد في الرقة الذي له سور دائري الشكل قطره / 510/ م مبني من الحجارة الجصية البيضاء مقاس الواحدة منها 70×90×60سم فوق أساس حجري على عمق متر واحد من سطح الأرض الخارجي. تتراوح سماكة هذا السور بين 250- 270سم، تتكئ عليه من الخارج دعامات على شكل أبراج مستطيلة الشكل تبرز عن جسم السور الخارجي مقدار 2,5م وطول الضلع الخارجي لها 5,60م، وتتراوح المسافة بين كل دعامة وأخرى بين 18و19م. أما داخل السور فهو الآخر معزز بدعامات أصغر حجماً ذات أبعاد 170×170سم، والمسافة بين الواحدة والأخرى حوالي 20م