خانات دير الزور .. فنادق الدرجة الأولى أيام زمان

تقع خانات دير الزور القديمة وسط المدينة، حيث شكلت نواة للأسواق القديمة فيها التي تعود إلى أواسط القرن التاسع عشر، ومنذ القديم كانت الخانات تعتبر مركزاً تجارياً وفندقياً هاماً يعود تاريخ بنائها إلى الفترة الممتدة ما بين عامي 1864- 1887 م، وذلك بزمن المتصرف أرسلان باشا، حيث تشكل مساحتها حوالي 1125 متراً مربعاً من إجمالي مساحة الأسواق.

تعتبر خانات دير الزور من الناحية التاريخية أثرية لأنها عاصرت عدة مراحل منها العثمانية والانتداب الفرنسي وعلى هذا الأساس قامت دائرة الآثار بدير الزور بتسجيلها ضمن المباني الأثرية في المحافظة لكونها أصبحت من بقايا دير الزور القديمة

هناك بعض الخانات في دير الزور أقدم بناءً من الأسواق القديمة، وكان الخان يحوي طابقين الأسفل مربط خيل والأعلى غرف للمنامة.

وتحدث الباحث غسان رمضان قائلا: هناك بعض الخانات في دير الزور أقدم بناءً من الأسواق القديمة، وكان الخان يحوي طابقين الأسفل مربط خيل والأعلى غرف للمنامة.

أما أهم الخانات في دير الزور فيذكرها رمضان: أولى هذه الخانات بناء خان الترك الذي يقع في السوق المقبي حالياً، وله مدخلان من الجهة الغربية يتم الدخول إليه عبر سوق العطارين، ومن الجهة الشمالية من سوق الحبوب، وكان مركزاً لبيع السمن والصوف والجمال إضافة إلى أنه مركز لنقل سكان الريف إلى المدينة وبالعكس وقد تهدمت جميع أقواسه وغرفه العلوية منذ خمسينيات القرن الماضي، وكان عند بوابته الشمالية فرن لبيع الكعك التركي ويسمى الكعك باسم (باقسى)، يليه خان براجيك، وهو مؤلف من طابقين الأرضي كان يستخدم مخزناً للأغذية، والعلوي عبارة عن فندق هجر منذ زمن، وتهدم أكثره، وثالث تلك الخانات خان الخشب الذي كان مخصصاً لبيع وتخزين الأخشاب والتي استخدمها المواطن الديري لصناعة الأثاث المنزلي وللسقوف.

وأضاف رمضان: هناك خانات بنيت عام 1964 خارج منطقة الأسواق القديمة تحمل نفس صفة أصحابها وأهمها خان العبيد وهو خان كبير استخدم كمرابط ومعالف للأغنام، وسمي بذلك الاسم لميل بشرة أصحابه إلى السواد، وهناك خان محمد حمدي التدمري وهو تاجر من مدينة تدمر سكن في دير الزور 1850 وخانه كبير كان يؤمه التجار التدمريون وتجار البادية، والسخاني (منطقة قريبة من تدمر يطلق عليها اسم السخنة) وكان يستخدم ليبيع المواد التجارية والعلفية، إضافة إلى خان القحطاني وهو سعودي الأصل يبيع ويشتري الجياد العربية له ديوان يأوي الأغراب.

والخان عبارة عن فسحة سماوية تحيط بها الغرف، واصطبلات الخيل، ومبارك الجمال، والطابق العلوي منه توجد غرف المنامة والحمامات، ويقسم الخان إلى جناحين الأول للرجال والآخر للنساء وكان يدعى الطابق العلوي قناق (كلمة تركية تعني البناء المؤلف من أكثر من طابق) وقد عممها أهل الفرات على مجمل الأبنية متعددة الطوابق.

أما أشهر الخانات التي بنيت في دير الزور فقال: هناك خان الألمان والذي يقع في مبنى قيادة الشرطة العسكرية حالياً، وخان خلوف العبد الحميد وهو في الزاوية الشرقية لمركز البريد الأول (الشارع العام) وقد آلت ملكيته إلى عائلة كنامة، ولا يزال هذا الخان محافظاً على طرازه، وعماراته العثمانية القديمة وكان مخصصاً لبيع الجياد العربية الأصيلة، وخان العزاوي الذي ما لبث أن تحول إلى مطعم شتوي للعائلات، وهناك خان آخر يقع في الجهة الشرقية لساحة الباسل يعرف بخان عصمان بك، وقد تحولت غرفه فيما بعد إلى سينما صامتة، ومن ثم تحول إلى كراج للسيارات المتوجهة إلى الحسكة والقامشلي، وإلى الشرق منه خان المشهداني، وهناك خان الجمرك وهو خاص بمصلحة الجمارك يقع في الجهة المقابلة لمقهى الجندول بالقرب دوار غسان عبود تمر فيه القوافل المسافرة شرقاً إلى الميادين والبوكمال والعراق لدفع الضرائب المنقولة.

توجد عدة خانات في الميادين تعرف بخان الشعيبي وخان البصري وخان الصالحية، وكذلك يوجد خان النقيب وخان صالح القدوري في البوكمال إلى أن تنتهي رحلة الخانات بالدخول إلى الأراضي العراقية حيث خان الدلة وهو آخر الخانات من الجهة الشرقية للمحافظة على الحدود السورية- العراقية، كما أن المسافر إلى حلب كان يمر بسبعة خانات وهي خان التبني وخان أبو هريرة وخان مسكنة وخان دير حافر وكانت جميعها تقوم بمهمة تأمين المبيت والراحة للمسافرين ومواشيهم.

وتصف الرحالة البريطانية الليدي آن بلنت في كتابها قبائل بدو الفرات خانات دير الزور بالقول: يتألف الخان من بناء بسيط فيه أربعة جدران طينية وسقف من الجريد وعمود يتوسطه ليعلق عليه الفانوس، أرضه ترابية يتوسطها موقد حفر في الأرض للتدفئة.

وأشارت بلنت إلى أن الخان كان مكاناً لائقاً تقع غرف المنامة في الطابق العلوي منه لكن شوهت جدرانه بكتابات تنبئ عن أسماء تجار قدموا إلى الدير.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار