إن التشابه الكبير بين انتصار تشرين والانتصار الذي حققه أبطال الجيش العربي السوري على الإرهاب في ساحات الوغى جعل من ذكرى تشرين رمزا نفسيا هائل المعنى بالنسبة للشعب السوري الذي ذاق الأمرين من ذات العدو الذي كان يوم تشرين واضحا مجاهرا بعدوانه رافعا عقيرته بالخيلاء بعدما ظن أن انتصاره ونكتنا في حزيران أبدية، فقاد القائد المؤسس حافظ الأسد معركة العز والفخار ومحا بها آثار نكسة حزيران ليعود للشعب السوري عنفوانه ويسير دون رجعة على خط المقاومة المتطور والمستمر.
ذات العدو الذي لم يعد يجرؤ على القتال واضحا راح يقاتل بأساليبه الخسيسة القذرة ويستتر وراء قطعان الإرهابيين الظلاميين ويحركهم مستعينا بدول الاحتلال ودول الجهل والظلام كافة، ودارت رحى الحرب سنوات وحاقت الهزيمة مجددا به وبقطعان إرهابييه وانقلب السحر على داعميهم فذاقوا وبال دعمهم للإرهاب.
لقد شكلت ملحمة تشرين القاعدة الصلبة التي بنى عليها محور المقاومة التي بدأت بدحر المخططات الاستعمارية التي حاولت سرقة الانتصار باحتلال جنوب لبنان، لكن الجيش العربي السوري دحر العدو الصهيوني بدماء شهدائه وبطولات بواسله عام 1982، واستمر بدعم المقاومة الوطنية اللبنانية حتى تحرير معظم أراضي جنوب لبنان عام 2000، ما شكل منطلقاً لهزيمة العدو عام 2006 في الجنوب اللبناني وصولاً إلى دحر الإرهاب التكفيــري على الأرض السورية، الذي حاول تفتيت ما أنجزه محور المقاومة.
إن انتصار تشرين لم يكن واقعة منفصلة إذا بل صناعة مستمرة للتاريخ بدأها القائد المؤسس حافظ الأسد ويديرها القائد الرمز الدكتور بشار حافظ الأسد بعبقرية تاريخية حققت الأعاجيب فقد هزمت كل قوى الشر العالمية هنا على الأرض السورية وداس عليها رجال الجيش العربي السوري، فحرب تشرين ليست ذكرى بل صناعة تاريخ مستمرة.
محمد الحيجي