تنتشر في دير الزور السفن النهرية والتي تسمى سفينة الكزدورة أو كما يطلق عليها الأدباء سفن بعث الروح داخل الفرات، فهي المجهزة بكل ما تحتاجه العائلة من متطلبات الرحلة أو التنزه النهري خاصة في أيام الربيع.
تكثر في دير الزور الرحل النهرية لقضاء عدة ساعات في نهر الفرات، حيث تبدأ الرحلة بسفينة الكزدورة عند الظهيرة وتستمر ما يقارب الساعة، وهناك من يقوم باستئجار السفينة لعائلته أو لأصدقائه حيث تستمر الرحلة لعدة ساعات تبدأ من تحت الجسر المعلق لتصل إلى حوايج البغيلية، ونقوم بأخذ المأكولات والمشروبات لنتناولها في الطريق، أو نقوم بتجهيز المشاوي قبل الرحلة، ففي كل سفينة هناك منقل شواء مخصص لمن يريد أن يشوي في الرحلة
يعتبر نهر الفرات من الأنهار الصالحة للملاحة النهرية الصغيرة، حيث كان يشكل طريق مواصلات هامة بالنسبة للمدن النائية مثل مدينة دير الزور بسبب صعوبة المواصلات البرية إليها في ذاك الوقت، وقد بينت المكتشفات الأثرية الحديثة وفي ماري الدور الذي لعبه نهر الفرات فيما يتعلق بالنقل النهري والذي يرجع تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف سنة
وأشار الباحث سهيل عواد عن الرحلات النهرية في دير الزور بالقول: قديماً استخدم أهالي الدير السفن الخشبية لعبور النهر وللتنقل من الحوائج النهرية الواقعة بوسط النهر إلى المدينة، حيث طور الإنسان الفراتي فيما بعد السفن حتى وصل إلى الطرادة والعبارة، فلا يزال أهل حويجة كاطع يرسلون أولادهم إلى المدارس والجامعات عبر الطرادة لسرعتها في الوصول إلى شاطئ الكورنيش (الضفة المقابلة) ومن ثم الانطلاق إلى مدارسهم، وكذلك الموظفون، وهناك سفن الكابل فهي عبارة عن قارب يعتمد عليه للوصول إلى الضفة الأخرى من النهر حيث يوجد كبلان عند منتصف النهر.
وكانت لهذه السفن قديماً ثلاثة مرافئ، المرفأ الأول كان عند بيت جواد والمرفأ الثاني عند الدير العتيق مقابل نادي الفرات عند بيت عشاوي أي مقابل مبنى المحافظة حالياً، ومرفأ آخر عند الجسر، كما ادخلت القوارب الفرحة إلى قلوب الأطفال