مع مطلع شهر أيلول من كل عام اعتاد أهالي الحسكة على ارتياد سوق الهال لشراء المواد الخاصة بموسم المونة والتي تدخل في صناعة المربيات والمكدوس والكشك بأسعار مخفضة عن أسواق باقي الأحياء.
وبين الباحث التراثي عايش الكليب أن المونة الشتوية تراث شعبي متوارث لدى أهالي الجزيرة السورية حيث تعتبر غذاء رئيسياً وصحياً وطبيعياً وخصوصاً في فصل الشتاء الطويل والبارد ويتم تخزينه في فترة الصيف وفي مواسم الخير.
وأشار الكليب إلى أن الأهالي يقومون بتموين مختلف المواد الغذائية مثل المربيات بكل أنواعها ودبس البندورة والباميا وورق العنب والمخلل وأي مادة قابلة للتخزين مثل الجبن والبرغل والعدس والزيتون والمكدوس والسمن العربي لافتاً إلى أنه في الماضي كانت توصف المرأة التي لا تمون للشتاء بالكسل.
وأمام محله في منطقة سوق الهال يعرض الشاب لؤي السالم مختلف احتياجات العائلة الخاصة بموسم المونة واعتبر أن الأسعار مقبولة نسبياً مع إقبال الأسر على تسوق احتياجاتها منها.
وأشار السالم إلى توافر مواد صناعة الكشك والحبوب والبقوليات وأصناف المنكهات والمواد الحافظة المستخدمة لحفظ المخللات والمربيات.
أما البائع خضر الأحمد فوجد أن أسعار الخضار الخاصة بالمونة لا بأس بها لمثل هذه الفترة من الصيف ولا سيما أسعار مبيع الجملة من الملوخية الخضراء وباذنجان المكدوس والفاصوليا الخضراء والخيار والفليفلة الخضراء وورق العنب.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية تغيرت بعض العادات بإعداد المونة من حيث خفض كمية بعض المواد وإلغاء بعض المكونات التي شهدت أسعارها ارتفاعاً والاستعاضة عنها بمكونات أخرى كما تم الاعتماد على مواد المونة التي تجفف ولا تحتاج إلى تبريد للحفاظ عليها وتخزينها طيلة فصل الشتاء.
ورأت السيدة شهناز العطو أن المونة ضرورية في كل بيت لأنها توفر الغذاء خلال فصل الشتاء عندما تقل فيه المواد الغذائية لافتة إلى أن الأوضاع الحالية جعلت الناس يقبلون على المواد التي تجفف ولا تحتاج إلى تبريد كالملوخية والباذنجان والباميا والكشك والبقوليات ولا سيما البرغل والعدس واللوبياء.
أما صناعة المربيات والمكدوس فهي كما ذكرت العطو تراجعت عن الأعوام السابقة بسبب ارتفاع تكاليف تحضيرها ولا سيما السكر بالنسبة للمربيات والجوز وزيت الزيتون بالنسبة للمكدوس بينما استعاضت بعض العوائل.. بهدف تخفيف التكلفة.. عن حشوة الجوز بالفستق السوداني وعن زيت الزيتون بالزيت النباتي.