معتقدات شعبية بائدة لدى الديريين (1)

لقد تراجعت وتلاشت كثير من المعتقدات الديرية، مثل التبرك قرب القبور ومزارات الأولياء الصالحين وتراجعت هذه المعتقدات بسبب العلم وتقدم المعرفة والوعي.

وعن هذه العادات والمعتقدات والتي أصبحت موروثا شعبيا لمدينة دير الزور يتحدث الفنان التشكيلي والباحث غسان رمضان عن معتقد (الطامس) قائلا:

(في كل عام يقدم أهالي مدينة دير الزور القرابين لنهر الفرات ويقول أهالي الدير بدلأً من كلمة غريق (طامس) وعندما يغرق صغير أو كبير تقوم أم الغريق بأخذ كمية من أرغفة الخبز وتقوم بمراقبة النهر مع أخواتها وجيرانها ويسيرون على الشاطئ لمسافات بعيدة ذهاباً وإياباً وهي تلقي أرغفة الخبز في النهر الواحد تلو الآخر وتعتقد بأن حركة الأسماك السريعة لتناول الخبز تحرك مياه النهر حتى يطفو الغريق وكذلك لأبعاد السمك عن الغريق).

ثم يتحدث الباحث رمضان عن معتقد (العواية) فيقول: (يتغير جو مدينة دير الزور باقتراب فصل الشتاء ويميل الجو الى البرودة ف يصاب الأطفال والكبار بالقحة أو السعلة ولعدم وجود أطباء تزداد القحة والمرض ويصبح صوتها عالي يطلق عليها أهل الدير العواية، وقديماً يذهب أهالي الدير العتيق إلى شاطئ النهر حيث كان سوق الهال قرب بناء المحافظة القديمة، أو يذهبون إلى الماكف أي مزاد الخضرة بجانب شركة الكهرباء حيث تكثر الحمير والتي تأتي من القرى لجلب الخضروات إلى المدينة ف يقوم أهل الطفل بحلب أنثى الحمار ويأخذون الحليب ليشربه الطفل ويشفى باعتقادهم).

أما عن معتقد (الفحمة) فيتابع:

(تزداد السعلة والعواية ويصاب الطفل بالغثيان وضيق التنفس، ولعدم وجود أطباء أخصائيين لمعالجة الحالة التنفسية، ويقول أهالي الدير (فحم الولد) والعلاج الأول حسب اعتقادهم تقوم الأم ومنذ الصباح الباكر بأخذ ولدها وتتجه باتجاه الغرب أو شارع النهر حيث الهواء النقي ليستنشقه الطفل ويدخل عبر مجاريه التنفسية، وأما الاعتقاد الثاني تقوم المرأة بسؤال أول رجل تصادفه أمامها صباحاً (يا راكب الدهمة …. ما هو دوا الفحمة).؟ يجيبها الرجل اسقه عوينات بزون أو شقائق النعمان أو اطعميه حلوى وعند وصولها البيت تعطي الطفل الوصفة لاعتقادها بأنه سوف يشفى)

ثم يتكلم عن معتقد رابع هو (النيلة) وهي عادة متوارثة قديمة عند اهالي مدينة دير الزور، يصفها الفنان غسان رمضان قائلا:

(يذهب بعض الأهالي من أبناء المدينة والريف إلى سوق براجيك يشترون صبغة زرقاء اللون تشبه لوح الصابون تسمى النيلة، يصبغ بها الصوف حيث توضع في الدنان أو توضع بماء الغلي مع القلو والشنان لتبييض الثياب وتستورد هذه المادة من العراق وحلب ويتم استخراجها من البحار، وتقوم النسوة الديريات بوضع عدة نقاط من صبغة النيلة على وجه الطفل ذكر أو انثى وهذا المعتقد يقي الأطفال من الأمراض ويبعد عنهم العين والحسد).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار