أقيمت في المركز الثقافي بدير الزور محاضرة بعنوان: (الإعلام واللغة العربية – التحديات والمشكلات ) ألقتها الدكتورة بدور عبد الرحمن الزيات أستاذة الدراسات اللغوية والنحوية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الفرات.
واستهلت الدكتورة الزيات المحاضرة قائلة : (ليست اللغةُ ظاهرة ثقافية وعلمية فحسْبُ، ولكنها – زيادة على ذلك – ظاهرةٌ حضارية، سياسية، اجتماعية، تَقوى بقوة أهلها، وتتراجع بضعفهم وانحدارهم، وقد غبر على العرب زمانٌ كانوا فيه على مسرح التاريخ، يصنعون وجهه، ويرسمون خارطتَه؛ فكانت لغتُهم سيدة اللغات، وكانت أمَّ الألسنة واللَّهَجات).
وتابعت الزيّات حول مدى ارتباط اللغة العربيّة بوسائل الإعلام بالقول : (تواجه اللغة العربية الفصيحة اليومَ تحدياتٍ خطيرةً، توشك أن تَعصِفَ بها، وهي محتاجة إلى وسائلَ كثيرة تعينُها على الصمود في مواجهة التحديات، وقد كان الأمل معقودًا على وسائل الإعلام المختلفة؛ لكي تؤدي بعضًا من هذا الدور أو معظمه؛ فأجهزة الإعلام – من تلفاز، وإذاعة، وفضائيات، وصحافة وغيرها من وسائل الثقافة والتثقيف الهامة – باستطاعتها أن تضطلع بدور لا يماثِلُه دور في خدمة اللغة العربية الفصيحة، ونشرها بين الناس، وتحبيبها إليهم).
وتساءلت الدكتورة بدور عن أسباب غياب اللغة الفصيحة من وسائل الإعلام قائلةً : (لماذا تغيب العربية من كثير من وسائل الإعلام العربي؟ لماذا ينحسر حضورها هذا الانحسار؟ سؤال تبايَنت الإجابات عنه، ومن أبرز العوامل التي ذكرت: عدم الإحساس بأهمية اللغة العربية الفصحى، أو تقدير دورها في الحفاظ على شخصية الأمة وكرامتها وهُويَّتها ووحدتها، وعدم ثقة قوم ممن اهتزَّ انتماؤهم الحضاري لأمَّتهم، بمقدرة لغتهم على أن تكون لغةَ علم وفنٍّ وثقافة، فهذه بعض الأسباب والعوامل التي شكّلت في محتواها ومضمونها عدم استقرار الإعلام على اللغة العربيّة واعتمادهم على العامي والهجين لظنٍ منهم أنها أقرب للمتلقي).
وختمت الزيات قائلة: (فاللغة العربية المستعملة في بعض وسائل الإعلام هي لغة فصيحة، سهلة التناول، قريبة من أفهام عامة الناس، وهي لغة مقبولة على ما قد يشوبها أحيانًا من بعض الأخطاء اللُّغوية، أو الأسلوبية، أو النحْوية، ولكنها أخطاء يمكن تجاوزها، والارتقاء بلغة الإعلام، ولا سيما إذا ازداد الوعي اللُّغوي، ونما الإحساس بأهمية العربية، والحرص على ألا تزاحمَها العاميَّات في هذه الأجهزة التثقيفية الهامة).
قدّم المحاضرة الأستاذ أحمد اليسّاوي رئيس المركز الثقافي وتابعها جمهور من المهتمين بالشأن الثقافي واللغوي.
خالد جمعة