لهجة أبناء محافظة دير الزور لا تعتبر دخيلة على اللغة العربية بل إنها من صميمها وفصيحها ويقدرها علماء اللغة حق تقدير، ويقول كتاب اللهجات العربية للدكتور إبراهيم أنيس: إن قبيلة ربيعة كانت تقف بالسكون على الاسم المنون مثل رأيت زيدْ، جاء زيدْ، وأهل الدير أخذوها في لهجتهم، كما أن ال الموصولية التي يرددها أبناء المنطقة كثيراً وتتضمن دخول ال على الأفعال مثل اليدري، والياكل تعود حسب رصد علماء اللغة لهذه الظاهرة إلى الشاعر التميمي الفرزدق الذي جاء على لسانه (ما أنت بالحكم الترضي حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل) حيث أدخل ال على الفعل ترضي ولم ينكر هذا الإدخال أحد من معاصري الشاعر أو خصومه لأنها لهجة قبيلة تميم»، موضحاً أن تلك ال أدخلها أهل الدير أيضاً على الظروف مثل (العنده عويل مستريح) وعلى الحروف مثل (المن إيده الله يزيده).
أورد المؤلف في حرف الألف كلمة إبط وصحيحها آباط وهي جمع إبط أي باطن المنكب، وفي حرف الثاء فيذكر ثرود وهي من ثردَ أي هشمَ الخبز اليابس، وفي الجيم جَرَزَ جرزه بمعنى أمسكه من صدره أو وسطه والجرز هو صدر الإنسان أو وسطه، وأما الحاء حاس بمعنى خلط وحاس الذئب الغنم أي اختلط بها ومزقها، وكلها كلمات تستخدم في اللهجة الديرية
في كتاب اللهجة الديرية وأصولها في فصيح اللغة للباحث الدكتور زهير حسون تم عرض بعض الجذور اللغوية كما نطقت بها العرب حيث أورد منها ما جاء في القرآن الكريم وبعض الأشعار القديمة وفي عدد من معاجم اللغة، ويقول: أورد المؤلف في حرف الألف كلمة إبط وصحيحها آباط وهي جمع إبط أي باطن المنكب، وفي حرف الثاء فيذكر ثرود وهي من ثردَ أي هشمَ الخبز اليابس، وفي الجيم جَرَزَ جرزه بمعنى أمسكه من صدره أو وسطه والجرز هو صدر الإنسان أو وسطه، وأما الحاء حاس بمعنى خلط وحاس الذئب الغنم أي اختلط بها ومزقها، وكلها كلمات تستخدم في اللهجة الديرية.
أما كتاب الحركة الثقافية في محافظة دير الزور خلال القرن العشرين للأديب محمد رشيد رويلي فجاء فيه: استوطنت الجزيرة الفراتية ثلاث قبائل عربية عدنانية هي بكر وربيعة ومضر، وتفرعت هذه القبائل إلى بطون وأفخاذ وعشائر تمركزت في تلك المناطق ومعها عدد من القبائل الحليفة فكان مجموع القبائل التي استوطنت الجزيرة الفراتية أي محافظة دير الزور بحدودها القديمة تسع قبائل عربية هي (قيس، تميم، أسد، تغلب، بكر، هذيل، قضاعة، مضر، باهلة) واختلطت بالسكان الأصليين وامتزجت دماؤهم وعاداتهم ولهجاتهم وغدوا يشكلون نسيج المجتمع الفراتي بكل سلبياته وايجابياته، ولم تمنع الحروب الطاحنة بينهم من عودة الوفاق والوئام بعد حين لأنهم يشعرون يقيناً بأن أرض الجزيرة الفراتية هي الملاذ والعطاء اللامحدود، وعنهم نُقلت اللغة العربية ومنهم أُخذ اللسان العربي الفصيح.