شهدت مدينة الحسكة اليوم وقفة احتجاجية في ساحة القائد المؤسس وسط المدينة رفضاً لانتهاكات ميليشيا “قسد” الانفصالية التي تحاصر المدنيين لليوم الـ 18 ورفضاً للاحتلالين الأمريكي والتركي.
ورفع المشاركون لافتات تدين انتهاكات الميليشيا بحق المدنيين بمنعها إدخال الطحين والمحروقات والأدوية والمياه وسط صمت المنظمات الدولية والإغاثية عن هذه الجريمة الإنسانية بحق مليون مواطن يتعرضون لانتهاكات شبه يومية من قبل ميليشيا “قسد” وقوات الاحتلال الأمريكي من جهة واعتداءات قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين من جهة ثانية.
وطالب المحتجون بضرورة تدخل الجهات والمنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة لوقف هذه الانتهاكات.
وفي تصريحات للمراسل قال مدير فرع جامعة الفرات الدكتور جمال العبد الله إن أبناء الحسكة يرفضون ممارسات “قسد” بحقهم لافتاً إلى أن “استمرار الميليشيا بالاستيلاء على مقر كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد ورفض تسليمه لفرع الجامعة يهدد مستقبل آلاف الطلبة ..وهذا يشكل جريمة موصوفة بحق أبناء المحافظة ومستقبلهم”.
مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس في الحسكة مارموريس عمسيح لفت إلى أن أبناء الحسكة “يعيشون مأساة حقيقية فهم بلا مياه ولا خبز ولا كهرباء بسبب الحصار المفروض رغم أننا في أيام شهر رمضان المبارك” داعياً إلى “إيجاد حل لأبناء الحسكة وإنهاء حالة الحصار وما خلفها من معاناة أرهقت الأهالي”.
واعتبر المشارك غسان الحمود أن السبب الرئيس لكل ما يحدث في المنطقة “وجود الاحتلالين الأمريكي والتركي واذرعهما في المنطقة التي يريدونها غارقة بالفوضى وعدم الاستقرار لتستمر مصالحهم المتمثلة بسرقة ونهب ثروات البلاد وتجويع الأهالي”.
رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية الشيخ ميزر المسلط قال إن “ما يتعرض له أبناء الحسكة من حصار يأتي بتوجيهات مشغل الميليشيا لمعاقبة الشعب على صموده وتمسكه بتراب الوطن ووقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري”.
وفي بيان له أكد مجلس القبائل السورية الحرص “على الوحدة الوطنية والرفض المطلق لكل أشكال تفكيك النسيج الاجتماعي والتمسك بثقافة الأخوة والتلاحم بين ألوان الطيف الاجتماعي والديني والعرقي التي تجذرت في هذه الأرض المباركة”.
وأشار البيان إلى أن ابناء الحسكة “يعانون من ارتكاب أبشع الأساليب غير الإنسانية بحقهم من قبل ميليشيا “قسد” كالقهر والاعتقال التعسفي والتهجير ومصادرة الحرية ومنع التعليم وتجنيد الشباب بالقوة خدمة للمشروع الأمريكي ..وسرقة الموارد الوطنية وتضييق الخناق من خلال الحرب الاقتصادية عبر الحصار الجائر”.
ولفت البيان إلى أن سياسة التجويع هي “جريمة موصوفة وتخالف كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية وهي عبارة عن إبادة جماعية بطيئة يراد منها إركاعنا وإجبارنا على الخضوع لسياسات الميليشيا والانخراط في مشروع يستهدف وجودنا ومستقبلنا”.
وتابع المجلس في بيانه إن كل ما تتبعه ميليشيا “قسد” لن يكسر عزيمة أبناء محافظة الحسكة وصمود أبنائها منذ أكثر من عشر سنوات مؤكداً أن “خيارنا أن نبقى في هذه الأرض متجذرين وسياسة التجويع ستكون سبباً لغضب شعبي وصمتنا لن يطول”.