تثير العجائب التي تحدث بالبوكمال دهشة أهلها يوما بعد يوم، ولا نبالغ إن قلنا أن المدينة التي حررها أبطال الجيش العربي السوري من دنس الإرهاب قبل سنوات بقيت منذ ذلك الوقت خارج الجغرافيا وخارج التاريخ، فهناك سقوط شاقولي في العديد من قطاعاتها الخدمية وقد تحدثنا هنا في صحيفة الفرات عن مآس خدمية كثيرة يعيشها أهالي المدينة الحدودية الهامة جدا.
اشتكى أهالي البوكمال سابقا وحاليا من العطش المزمن، خصوصا أولئك الذين يسكنون بعيدا عن مركز المدينة والذين لم تصلهم قطرة ماء من سنوات، ورد عليهم الذين تصلهم المياه بأن لا تحسدونا، فما يصلنا من الماء يختلف عن التصور الفعلي للماء!! ماء ملون، مرة أصفر ومرة برتقالي وأغمق ألوانه الأحمر، وهذا اللون النادر يتكون عندما يزيد الوحل في الماء عن الماء نفسه.
يقول الذين يحصلون على الماء الملون في البوكمال إنهم عادوا قرونا للوراء وراحوا يستخدمون أساليب التصفية التي اتبعها الأجداد الأقدمون في باديتهم، وإذا ظنت مؤسسة مياه دير الزور أننا نبالغ فلتتفضل بقبول دعوتنا على (كاسة ماء) بالألوان، هل يعقل أن يكون ماء النهر أكثر صفاء بكثير من ماء الصنابير الذي يصل أهالي البوكمال من محطة الضخ يا مياه دير الزور؟!
البوكمال- مساعد العلي