يراجع يوميا عدد كبير من الاهالي المصابين بحشرة اللايشمانيا المراكز الصحية المنتشرة في ارجاء محافظة الحسكة، حيث ان لدغات فصل الصيف بدأت بالظهور بعد انتهاء فترة حضانتها. رغم كل ما تبذله مديرية الصحة.. تسجيل 6300 إصابة.
وحول الاصابات قال مدير الصحة في محافظة الحسكة الدكتور عيسى خلف ان اعداد الاصابات بدأت بازدياد خلال هذه الفترة لان لدغات الصيف بدأت بالظهور، موضحا أن اكثر الاصابات التي سجلتها مديرية الصحة في المحافظة كانت بمنطقة تل تمر ومنطقة ابو راسين حيث زادت الاصابات عن 6300 اصابة موضحا ذلك بأن تلك المناطق تحتوي ينابيع وجداول جفت بسبب انقطاع المياه وكثرة المستنقعات، كما ان الجفاف الذي مر على المحافظة خلال العام الحالي ادى الى زيادة الاصابات ومشيرا إلى أنه تم تسجيل اكثر الاصابات خلال الاشهر الثلاث الماضية.
واوضح مدير الصحة ان داء اللايشمانيا او ما يعرف بحبة حلب هو مرض جلدي عرف منذ القدم بأسماء عديدة يصيب المناطق المكشوفة من الانسان في كافة الاعمار والجنسين وسببه لدغة حشرة صغيرة الحجم تشبه البرغشة واصغر منها بكثير، لونها اصفر وتنتقل قفزا دون صوت، لدغتها مؤلمة جدا تتواجد بغرف النوم والجلوس والزرائب والشقوق وجحور القوارض وتتغذى على دم الانسان لإكمال دورتها التكاثرية وتضع بيوضها على المخلفات الحيوانية والنفايات المنزلية المتراكمة والصرف الصحي المكشوف، مبينا أن الحشرة تنشط وتنقل المرض من الغروب وحتى الفجر صيفا حيث ترتفع درجات الحرارة ويسهر الناس في العراء وينامون دون اغطية على الاسطح والشرفات، وتنتقل العدوى من انسان مصاب بحبة حلب إلى انسان سليم بواسطة الحشرة كما يمكن ان تنتقل العدوى من الحيوان المصاب بالمرض (قوارض ــ كلاب شاردة ) إلى الانسان بواسطة الحشرة.
وأكد مدير الصحة أن العلاج المطلوب يتم تقديمه من قبل المراكز المتخصصة و الفرق الجوالة بجميع أنحاء المحافظة مشيرا الى ان مديرية الصحة تتحمل العبء الاكبر في كسر حلقة سريان المرض ومكافحته من خلال تشخيص الحالات مخبريا ومعالجة الحالات المكتشفة ومتابعتها حتى الشفاء والتقصي الوبائي ودراسة الاسباب المؤهلة لارتفاع عدد الحالات ومسوحات المدارس والتجمعات والتوعية والتثقيف الصحي و الوقاية العامة والشخصية لدورها في خفض الاصابات
وبين أن كون المرض بيئي اجتماعي فان عدة جهات اخرى عليها ممارسة دورها الفعال في هذا المجال وكل حسب اختصاصه، وهي البلديات ومجالس البلدان من خلال ترحيل القمامة بعيدا عن السكن، وتغطية الصرف الصحي، وإيجاد صرف صحي آمن، ومكافحة الكلاب الشاردة، وإبعاد المداجن والمباقر عن التجمعات السكانية، والتخلص من فضلات المداجن والمباقر بطبقة كلس حي او الرمل او تقليبها اسبوعيا لمنع توالد بيوض الذباب الرملي، وضرورة طلاء الاسطبلات بالكلس الحي مرة كل عام، وتنفيذ حملات رش ضبابية في الصباح الباكر او اواخر النهار صيفا وهي فترة نشاط الذبابة.
زراعة الحسكة ليس لديها إمكانيات للمكافحة
توجهنا الى مدير الزراعة في المحافظة المهندس سعيد ججي الذي قال ان القوارض والكلاب تعتبر ناقلا لحشرة اللايشمانيا او ما يعرف بحبة حلب حيث ان المديرية ليس لديها اي خطة للمكافحة وذلك بسبب الاحداث التي مرت على المحافظة فقد سرقت جميع المرشات التي كانت المديرية تعتمد عليها بالمكافحة، لافتا إلى انه منذ عدة سنوات كان هناك مشروع مع برنامج الامم المتحدة الانمائي حيث تمت عمليات الرش لبعض المستنقعات واماكن تربية الحيوانات ولكن عمليات المكافحة تحتاج الى الاستمرارية وهذا غير متوفر لدى المديرية وإمكانيات مجلس مدينة الحسكة محدودة.. المبيدات أيضاً غير متوفرة توجهنا بالسؤال الى رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو كون أن الاصابات بالمدينة ناجمة عن توقف عمليات الرش فبرر بالقول انه كان لدى المجلس خلال العام الحالي حملة للرش بأحياء المدينة بالتعاون مع فرع الهلال الاحمر حيث تم رش اماكن المستنقعات وضفاف نهر الخابور والاسواق، وتوزيع مبيدات للقوارض، ومؤكدا أن هذا الاجراء ليس كافيا لأنه يحتاج الى مبيدات وهي غير متوفرة لدى المجلس
الاحتلال التركي جفف الخابور.. وساهم في انتشار اللايشمانيا
من خلال متابعة سجلات مديرية صحة محافظة الحسكة تبين ان اكثر المناطق المصابة حاليا باللايشمانيا هي تل تمر وابوراسين وذلك بسبب جفاف نهر الخابور نتيجة اعتداءات المحتل التركي، وكثرة المستنقعات في تلك المنطقة، اضافة لعدم حراثة الاراضي هناك بسبب ما تعيشه المنطقة من حالات الاقتتال حيث ان عائلات بأكملها اصبحت مصابة باللايشمانيا.
اللايشمانيا في محافظة الحسكة بالأرقام
خلال عام 2007 سجلت مديرية الصحة نحو 234 اصابة وفي عام 2018 تمت معالجة 7741 حالة، بينما وصل عدد الإصابات في عام 2017 ، و التي تعتبر أعلى حالات للإصابة نتيجة الظروف الى 13142 إصابة مقارنة مع 234 إصابة فقط في عام 2007 وفي عام 2019 تم تسجيل نحو 3078 اصابة حيث كان هناك تراجع كبير بعدد الإصابات و استطاعت المحافظة المساهمة بالقضاء على تلك الذبابة وذلك عن طريق توزيع الناموسيات حيث تم توزيع نحو 150 الف ناموسية على قرى الجنوب بالتعاون مع المنظمات الدولية وحملات الرش ولكن هذا العمل توقف ومع ازدياد اعداد المصابين هل تدق محافظة الحسكة ناقوس الخطر ؟
الحسكة – حجي المسواط