الدول الضامنة تجدد التزامها القوي بسيادة سورية ووحدة أراضيها ومواصلة محاربة الإرهاب فيها ورفض الأجندات الانفصالية

جددت الدول الضامنة لعملية أستانا تأكيد التزامها القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وبمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مشددة على مواصلة العمل المشترك لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته في سورية ورفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادتها وسلامتها الإقليمية.

وأدانت الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” في البيان الختامي للاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا الذي عقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان على مدار يومين العمليات الإرهابية في سورية التي تستهدف المدنيين الأبرياء وشددت على مواصلة التعاون من أجل القضاء على تنظيمي (داعش) وجبهة النصرة الإرهابيين وجميع الأفراد والجماعات والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي والمدرجة على قوائم مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية.

وجاء في البيان أن الدول الضامنة بحثت بالتفصيل الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب وأكدت ضرورة التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات بشأنها كما ناقشت الوضع في شمال شرق سورية واتفقت على أن الأمن والاستقرار على المدى الطويل في هذه المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا على أساس الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها مؤكدة رفضها أي محاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض بذريعة مكافحة الإرهاب ومعربة عن رفضها نهب عائدات النفط التي ينبغي أن تكون ملكاً لسورية.

إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية والتي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتقويضاً لسيادة سورية

كما جددت الدول الضامنة إدانتها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية والتي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتقويضا لسيادة سورية والدول المجاورة وتعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر مطالبة بوقفها.

وجددت الدول الضامنة التأكيد على الالتزام بدفع العملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون ويتم تيسيرها من الأمم المتحدة بما يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأكدت الدول الضامنة دعم عمل لجنة مناقشة الدستور التي تم إنشاؤها نتيجة لمساهمة ضامني أستانا وتعزيزا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي من خلال التفاعل المستمر مع أطراف اللجنة ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون كميسر من أجل ضمان عملها بشكل مستدام وفعال مشددة على أن عمل اللجنة ينبغي أن يتم دون تدخل أجنبي ودون فرض جداول زمنية من الخارج.

كما أعربت الدول الضامنة في بيانها الختامي عن القلق البالغ إزاء الوضع الإنساني في سورية ولا سيما في ظل ظروف تفشي وباء كورونا مشيرة إلى أن هذه الجائحة تمثل تحديا للواقع الصحي في سورية وتؤثر على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية فيها.

رفض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية

وبهذا الصدد عبرت الدول الثلاث عن رفضها الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تتعارض مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة وخاصة في ظل انتشار الوباء.

كما أكدت الدول الضامنة ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين في جميع أنحاء البلاد دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة من أجل دعم تحسين الوضع الإنساني في البلاد وإحراز تقدم في عملية الحل السياسي داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى تعزيز مساعدة سورية في عملية إعادة إعمار البنى التحتية الأساسية ومنها مرافق إمداد المياه والطاقة والمدارس والمستشفيات وكذلك الأعمال الإنسانية المتعلقة بإزالة الألغام وفقا لأحكام القانون الإنساني الدولي.

ضرورة تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية

وشددت الدول الضامنة على ضرورة تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية في سورية مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المساهمات المناسبة ومؤكدة استعدادها لمواصلة التفاعل مع جميع الأطراف ذات الصلة بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والوكالات الدولية المتخصصة الأخرى.

وقررت الدول الضامنة عقد الاجتماع الدولي السابع عشر حول سورية بصيغة أستانا في عاصمة كازاخستان نور سلطان قبل نهاية العام الجاري مع الآخذ بعين الاعتبار حالة وباء كورونا كما أشارت إلى البيان المشترك الصادر في الأول من تموز من العام الماضي حول عقد الاجتماع الثلاثي القادم لقادة الدول الضامنة في إيران عندما تسمح الظروف بذلك.

سوسان: الحملة المسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية كذب ونفاق.. واشنطن وأدواتها سبب معاناة السوريين

من جانبه أكد الدكتور أيمن سوسان رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخية نور سلطان أن الحملة المسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية تمثل أبشع أشكال الكذب والنفاق مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأدواتها الذين يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين يتجاهلون أنهم سبب هذه المعاناة من خلال مواصلة دعمهم الإرهاب.

وقال سوسان خلال مؤتمر صحفي اليوم في ختام الاجتماع: في هذه الجولة السادسة عشرة من اجتماعات أستانا تم التطرق إلى مواضيع مهمة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في سورية والعملية السياسية والمساعدات الإنسانية وموضوع المفقودين والمختطفين مبيناً أن التطور الأبرز الذي شهدته سورية مؤخراً تمثل بإنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية الذي جسد إجماعاً وطنياً سورياً غير مسبوق في رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية وأن مستقبل سورية حق حصري للسوريين فكانت رسالة واضحة إلى كل من اعتدى على السوريين وحاول السطو على إرادتهم ومصادرة قرارهم الوطني حول تمسك الشعب السوري بسيادة بلده ودفاعه عنه في وجه محاولات فرض الوصاية والتبعية والحفاظ على وحدته إلا أن البعض ممن أصيب بعمى البصر والبصيرة لا يزال يتجاهل إرادة السوريين ويتمادى في ممارساته العدوانية.

الاستثمار الرخيص للموضوع الإنساني يهدف إلى انتهاك سيادة سورية وتوفير مختلف وسائل الدعم للإرهاب

وشدد سوسان على أن الحملة المسعورة التي نشهدها منذ مدة بشأن الوضع الإنساني في سورية تمثل أبشع أشكال الكذب والنفاق لأن الولايات المتحدة وأدواتها الذين يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين يتجاهلون أنهم السبب الأساس في هذه المعاناة من خلال دعمهم الإرهاب لافتاً إلى أن هذا الاستثمار الرخيص للموضوع الإنساني يهدف إلى انتهاك سيادة سورية وتوفير مختلف وسائل الدعم للإرهاب.

وبين سوسان أن المشكلة الإنسانية المتمثلة بإدخال المساعدات عبر الحدود هي موضوع مختلق وزائف لأن المساعدات التي تدخل عبر المعابر هي أقل من خمسة بالمئة من إجمالي الاحتياجات المقدمة وهي بالنتيجة تصل إلى المجموعات الإرهابية لتتحول هذه المساعدات من أداة لتخفيف معاناة الناس إلى دعم للإرهاب وتمويله موضحاً أنه تم إغلاق ثلاثة معابر كانت تدخل المساعدات عبرها بقرارات من مجلس الأمن وبقي معبر باب الهوى الذي تعمل سورية مع الأصدقاء على إغلاقه وهو ما يفسر هذه الهيستيريا للإدارة الأمريكية والنظام التركي.

وجدد سوسان التأكيد على استمرار سورية بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كامل أراضيها دون تمييز ومواصلتها التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا الشأن على أن يتم إيصال المساعدات من دمشق بموافقة الحكومة السورية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 182-46 مشدداً على أن سورية لن تسمح لأي جهة كانت بالتطاول على سيادتها وخاصة من أولئك الذين امتهنوا الكذب ويتاجرون بكل القيم والمبادئ لخدمة أجنداتهم الدنيئة على حساب معاناة الناس وما شهدناه في اجتماع روما الأخير لما يسمى المجموعة المصغرة يؤكد ذلك بكل وضوح.

وأشار سوسان إلى أن استمرار النظام التركي بدعم المجموعات الإرهابية وعدم التزامه بتعهداته بهذا الصدد يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب إضافة إلى ممارساته العدوانية وسياسات التتريك التي يتبعها في مناطق انتشار أدواته من المجموعات الإرهابية والمتمثلة بتغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدن والقرى والبلدات والترويج للعملة التركية وسحب الهوية السورية واستبدالها ببطاقات تركية وإحداث أمانة عامة للسجل المدني في إدلب إضافة إلى قطع المياه لمرات عدة عن أهلنا في الحسكة الأمر الذي يمثل أحد اشكال الإبادة وجريمة حرب ضد الإنسانية مشدداً على أن هذا النظام المجرم والخارج عن القانون بسياسته التدميرية والعدوانية ضد السوريين يؤكد ما كانت تقوله سورية منذ اليوم الأول لعملها في أستانا بأن النظام التركي هو الضامن للمجموعات الإرهابية ولا يستحق أبداً صفة الضامن لهذه العملية لأنه عاجز عن الالتزام حتى بالبيانات التي يوقع عليها.

وأوضح سوسان أن الاحتلال الأمريكي والتركي لأجزاء من الأراضي السورية يمثل أهم أسباب إطالة أمد الازمة فيها واستمرار معاناة السوريين ما يتطلب من المجتمع الدولي التحرك لوضع حد لهذا الوجود غير الشرعي لقوات الاحتلال التركي والأمريكي الذي يهدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة برمتها.

سورية ستقوم بملاحقة الولايات المتحدة بكل الوسائل القانونية المتاحة على الجرائم التي ارتكبتها بحق السوريين

ولفت سوسان إلى أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة وسرقة ثروات السوريين ومقدراتهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي إضافة إلى آثار الحرب الظالمة على سورية والتي استهدفت البنية التحتية والخدمية والعملية الإنتاجية تمثل السبب الأساسي في معاناة السوريين وذلك بهدف كسر إرادتهم مؤكداً أن سورية التي واجه شعبها وجيشها بصلابة هذه السياسات ستقوم بملاحقة الولايات المتحدة بكل الوسائل القانونية المتاحة على الجرائم التي ارتكبتها بحق السوريين وسرقة نفطهم وقمحهم ومقدراتهم ومطالبتها بالتعويضات عن ذلك.

وبين سوسان أنه فيما يتعلق بموضوع الموقوفين والمختطفين فإن سورية تعتبر عودة هؤلاء إلى بيوتهم وأهاليهم على رأس سلم أولوياتها لأنها تنظر إليه أولا وقبل كل شيء ببعده الإنساني على العكس تماماً من النظام التركي الضامن للمجموعات الإرهابية والذي ما زال يستثمر في معاناة السوريين لخدمة أجندته التوسعية موضحاً أنه في هذا الإطار فإن مراسيم العفو التي صدرت منذ العام 2012 أدت إلى إخلاء سبيل عدة آلاف من الموقوفين الذين صدرت بحقهم قرارات من القضاء وكذلك في إطار جهود المصالحة الوطنية.

وجدد سوسان تأكيد سورية على متابعة عمل لجنة مناقشة الدستور على أساس أنها حوار سوري سوري بقيادة وملكية سورية دون أي تدخل خارجي وأن الوفد الوطني كان دائماً بناءً وإيجابياً في طروحاته في حين أن الطرف الآخر ومن خلفه من الدول الغربية هو من يعرقل عملها ويمنع استئناف جولاتها وبالتالي يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك.

روسيا وإيران تؤكدان ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية ورفع الإجراءات القسرية المفروضة عليها

من جهتها جددت روسيا وإيران في ختام الاجتماع الدولي الـ 16 بصيغة أستانا التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الارهاب في سورية حتى القضاء عليه نهائياً ورفع الإجراءات القسرية المفروضة عليها ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.

وقال ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسي إلى الاجتماع خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الكازاخية نور سلطان اليوم: الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وإيران وتركيا) تركز دوماً خلال الاجتماعات على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة فيها ومواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية فيها حتى القضاء عليها نهائياً.

وأوضح لافرنتييف أن الاجتماع الحالي ناقش الأوضاع الإنسانية في سورية حيث أكد المجتمعون ضرورة رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية وقال: بطبيعة الحال يجب وضع حد لاستخدام أساليب العقاب الجماعي بحق الشعب السوري والتي نعتبرها معيبة.

التأكيد على موقف روسيا الرافض لتمديد ما تسمى “آلية إيصال المساعدات عبر الحدود”

وجدد لافرنتييف التأكيد على موقف روسيا الرافض لتمديد ما تسمى “آلية إيصال المساعدات عبر الحدود” في سورية وعدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها مشيراً إلى أن جميع المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى الدولة السورية لدعم عملية إعادة الإعمار وعلى المجتمع الدولي المساهمة في إيصال هذه المساعدات.

ورداً على سؤال لمراسل سانا بشأن الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب ودور قوات الاحتلال الأمريكي والتركي في زيادة معاناة السوريين عبر دعم الإرهاب وسرقة ثروات السوريين شدد لافرنتييف على أنه لا يمكن تبرير وجود الإرهابيين إذ لا بد من القضاء عليهم بشكل نهائي وهذا الموقف واضح وجلي ليس فقط لروسيا بل لجميع الدول الضامنة التي أكدت في الوقت ذاته أن نهب ثروات سورية مرفوض لان هذه الثروات ملك للشعب السوري.

من جهته قال علي أصغر خاجي رئيس الوفد الايراني في مؤتمر صحفي مماثل: أكدنا في البيان الختامي للاجتماع ضرورة رفع العقوبات التي تفاقم معاناة السوريين وتؤدي إلى خسائر إضافية كما أكدنا على مواصلة مكافحة الإرهاب والاجندات الانفصالية لافتا إلى أن مسار أستانا يهدف لتحقيق الاستقرار في سورية وهذا سيؤدي إلى خلق ظروف مواتية لتذليل مسائل أخرى.

وفي رده على سؤال لمراسل سانا بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية قال خاجي: الكيان الصهيوني يمارس نهجاً عدوانياً تجاه سورية ويواصل اعتداءاته على الأراضي السورية في انتهاك لمبادئ القانون الدولي ومبادئ القانون الإنساني الدولي مبيناً أن الدول الضامنة أكدت رفضها هذه الاعتداءات وتطالب بوقفها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار