إدانات لبنانية للاعتداء على السوريين المتوجهين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية

أدانت أحزاب ووزراء ونواب وقوى سياسية لبنانية بشدة قيام بعض اللبنانيين بالاعتداء على حافلات تقل السوريين المتوجهين من مناطق عدة إلى مقر السفارة السورية في لبنان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

واستنكر حزب الله بشدة هذه الاعتداءات واصفاً إياها بأنها مشينة ولا تمت ‏بأي صلة إلى القيم الأخلاقية والتصرف الإنساني والعلاقات الطبيعية المفترضة بين ‏الشعبين اللبناني والسوري.

ولفت حزب الله في بيان له إلى أن “هذه المجموعات ومن يقف خلفها من قوى سياسية لا تمثل على الإطلاق عامة الشعب اللبناني الذي أصر طوال سنوات الأزمة في سورية على احتضان النازحين ‏من بلدهم ولا شك أن الشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة براء من هذه التصرفات ‏المرفوضة مؤمناً بحسن الجوار مع الشقيقة سورية”.

وأكد الحزب أن “مشاركة المواطنين السوريين بهذه الكثافة العالية في ‏الانتخابات الرئاسية أزعجتهم بشدة بعدما سقط بالكامل مشروع الاستثمار السياسي ‏في النازحين السوريين ومأساتهم التي تسببت بها قوى التكفير والإرهاب ورعاتها ‏الدوليون والإقليميون”.

ودعا الحزب السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية إلى “وضع يدها بقوة على هذا الملف ‏ومنع التجاوزات ومحاكمة المسيئين والمعتدين ووضع حد للكراهية والبغضاء ‏والعنصرية المقيتة”.

من جهته أشار القيادي في حزب الله غالب أبو زينب إلى أن الاعتداء جرى من قبل “شرذمة حاقدة” مبيناً أنه يعبر عن “عنصرية وحقد دفين يمتد الى زمن الاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال يتنفسه الحاقدون على العروبة وأهلها”.

بدورها استنكرت حركة أمل بشدة الاعتداءات على السوريين في لبنان مؤكدة أنها تجاوزات مرفوضة تستدعي ملاحقة قضائية وإدانة واضحة.

وقالت الحركة في بيان لها إن “هذه التصرفات لا تمت بصلة إلى القيم الأخلاقية والانسانية اللبنانية بل تمثل عنصرية بغيضة غريبة عن المجتمع اللبناني وخارجة عن أصول التعاطي بين أشقاء تجمعهم علاقة أخوية متجذرة”.

ووصف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في تغريدة له على موقع تويتر من قاموا بهذه الاعتداءات بـ “النازيين” وقال “عندما تضربون نازحين مسالمين ذاهبين للتصويت في سفارة بلدهم وتعتدون على أمانهم وكرامتهم نقول عنكم أنكم نازيون”.

من جهتها نددت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر في بيان لها بالاعتداءات على المواطنين السوريين مبينة أن مشهد ازدحامهم امام السفارة السورية ببيروت للمشاركة في الانتخابات الرئاسية أغاظ البعض فانهالوا على الناس بالضرب والاهانات.

من ناحيتها أكدت “رابطة الشغيلة” في لبنان أن هذه الاعتداءات تعبر عن حجم التعبئة العنصرية البغيضة التي تمارسها قيادا ت وأحزاب بتحريض محازبيها وأنصارها على ارتكاب مثل هذه الجرائم بعد أن فشلت في محاولتها استغلال وتوظيف المهجرين السوريين في خدمة مخططاتها المعادية للدولة الوطنية السورية.

كما أدان رئيس حزب الوفاق الوطني في لبنان بلال تقي الدين الاعتداء على الناخبين السوريين مشيراً إلى أنه “أمر مستنكر ولا يمكن أن يقبله عاقل” داعياً القوى الأمنية وأجهزتها المعنية إلى التصرف بحزم مع المعتدين وملاحقة المتورطين وتوقيفهم ومنع تكرار مثل هذا الاعتداء.

بدوره استنكر وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الاعتداءات غير المبررة بحق السوريين في لبنان داعياً جميع المعنيين إلى “اتخاذ الإجراءات القصوى لحماية هؤلاء الإخوة الذين يمارسون حقهم الشرعي بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية لبلدهم” ومعتبراً “أن حمايتهم هي أولوية لدى لبنان بمختلف جهاته”.

واعتبر الوزير السابق حسن مراد عبر حسابه على تويتر أن ما حصل من اعتداءات مؤسف وقال إنه “محاولة مفضوحة لمصادرة رأيهم والتعدي على حريتهم ومن الواضح أن ثمة لبسا في فهم مفهوم الديمقراطية من بعض الذين يدعون إيمانهم بها”.

من جهته قال النائب جميل السيد عبر حسابه على تويتر أن “من تآمر مع دول أجنبية واستدرج المساعدات الدولية وأنشأ جمعيات وهمية فوجئ اليوم بالمشاركة الكبيرة من قبل السوريين في لبنان بالاستحقاق الرئاسي”.

كما أدان تجمع العلماء المسلمين في لبنان الاعتداء على المواطنين السوريين واعتبره إساءة للعلاقات الأخوية اللبنانية السورية.

وقال التجمع في بيان له “نستنكر أشد الاستنكار الاعتداء على المواطنين السوريين الذين كانوا يريدون الذهاب للإدلاء بأصواتهم في السفارة السورية ونعتبره محاولة للتدخل في الانتخابات خدمة للمصالح الأميركية والإسرائيلية”.

بدورها طالبت جبهة العمل الإسلامي في بيان “الدولة والأجهزة الأمنية والمختصة بملاحقة المعتدين على الإخوة السوريين ومحاسبتهم وضبط الحالة الأمنية في البلاد والحفاظ على الاستقرار الداخلي”.

من جانبه أدان رئيس الحركة الشعبية اللبنانية مصطفى حسين الاعتداءات داعياً الجيش والقوى الأمنية والأجهزة القضائية إلى التحرك الفوري للجم المعتدين ومحاسبتهم.

وأكد الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور “أن ما جرى من اعتداءات يسيء للبنان قبل كل شيء ويسيء لمرتكبيها ولمن يقف وراءهم” لافتاً إلى أن “هذه الممارسات تكشف تناقضا في منطق الذين ادعوا بالأمس أنهم ينتصرون للشعب السوري فإذا بهم اليوم يعتدون عليه بروح عنصرية بغيضة”.

ودعا بشور الجهات السياسية اللبنانية إلى إدانة هذه الممارسات والاعتذار عنها علنا.

إلى ذلك استنكر رئيس (تيار صرخة وطن) جهاد ذبيان الاعتداءات بحق السوريين أثناء توجههم لممارسة حقهم في الاستحقاق الرئاسي وقال في بيان “هذا السلوك اللاأخلاقي لا يمثل إلا أصحاب المشاريع الفتنوية ولن يؤثر في العلاقة اللبنانية السورية على المستويات كافة” مشدداً على ضرورة متابعة الملف من قبل القوى الأمنية والأجهزة القضائية اللبنانية”.

وأكد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان له أن هذه الاعتداءات “تعبر عن مكنونات عنصرية همجية غرائزية لدى من قاموا بها” معتبراً أنه “بهذا السلوك المفلس انفضح زيف البكائيات الخادعة على مسألة النزوح السوري وما تخلله من مطالعات المتاجرة المبتذلة بهذا الملف إنفاذاً لرغبات الخارج واجنداته المعروفة الأهداف”.

وأضاف البيان: إن “المشاركة الكثيفة للسوريين في لبنان بالانتخابات الرئاسية تكرس إيمانهم باستعادة الدولة الوطنية السورية لدورها المركزي وتمسكهم بوطنهم”.

من جانبه قال النائب اللبناني السابق إميل لحود في بيان: إن “قيام البعض بالاعتداء على السوريين المتوجهين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية يعكس سقوط رهانهم على استهداف سورية وخوفهم من الديمقراطية التي يتمسك السوريون بتطبيقها”.

وعبر نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداود عن إدانته للاعتداءات على المواطنين السوريين وقال: “إن هذه الاعتداءات تشكل قمعاً لحرية السوريين في لبنان” داعياً “الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني إلى العمل على حمايتهم وعدم السماح بالتعرض لهم”.

وفي سياق متصل خرجت مسيرة في منطقة جبل محسن بطرابلس شمال لبنان للتنديد بالاعتداء على المواطنين السوريين.

وشدد معاون الأمين العام للحزب “العربي الديمقراطي” علي فضة على “ضرورة إجراء تحقيق بما حصل ومحاسبة المعتدين”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار