الشاعر والأديب يوسف الخالد.. حامل ذاكرة الفرات وهمومه

يعد الشاعر الشعبي والأديب يوسف الخالد واحداً من الأسماء الثقافية البارزة في منطقة الفرات، ومن الأصوات الأدبية التي شكلت ملامح المشهد الثقافي في مدينة البوكمال منذ ثمانينيات القرن الماضي، فقد كان أحد أفراد المجموعة الأدبية الشابة التي ظهرت آنذاك، وضمّت نخبة من الشعراء والأدباء الذين تركوا أثراً واضحاً في منابر الأدب السورية، من بينهم صهيب السيد الذاكر، ورياض ناصر نوري، وقيس صقر.
ولد الخالد في مدينة البوكمال ضمن أسرة عرفت بتعلقها بالشعر الشعبي واللغة والبلاغة، وكان لهذه البيئة دور محوري في صقل موهبته المبكرة، كما شكل عمه، الشاعر والخطيب المعروف محمد عثمان الطريخم، أحد أعمدة الخطابة في البوكمال ودير الزور والحسكة في النصف الثاني من القرن الماضي، نموذجاً مؤثراً في مسيرته الأدبية.
بدأ الخالد قول الشعر الشعبي في سن مبكرة، خلال مرحلتي الدراسة الإعدادية والثانوية في مدينته، حيث أظهر ميلاً واضحاً للكلمة الموزونة والمعبرة، وبعد ذلك اختار مهنة التعليم، فالتحق بدار المعلمين في دير الزور، ثم عاد ليعمل مدرساً في البوكمال، جامعاً بين رسالته التربوية وشغفه الأدبي.
أنتج الخالد خلال مسيرته العديد من القصائد الوطنية والعاطفية والنقدية، وتميز بأسلوبه الإلقائي المؤثر الذي لاقى تفاعلاً واسعاً في المراكز الثقافية والمهرجانات الأدبية، كما شارك في مسابقات أدبية مختلفة ونال جوائز شملت مجالات الشعر الشعبي، والقصة، والمقالة ولم يقتصر عطاؤه على الشعر، إذ كتب الأغنية، وغنى عدد من المطربين كلماتٍ من تأليفه، إضافة إلى نشره مقالات وقصصاً قصيرة في الصحف المحلية.
غير أن مسيرته لم تخل من الخسارات، إذ تعرضت أعماله المخطوطة للضياع مرتين الأولى في البوكمال أيام النظام البائد، حيث فقد مجموعات شعرية وقصصية كانت معدة للطباعة، والثانية في الحسكة إثر حريق طال منزله وأتلف مجموعتين مخطوطتين، إحداهما شعرية والأخرى قصصية ورغم ذلك بقي يوسف الخالد متمسكاً بالأدب، حاملاً ذاكرة الفرات وهمومه، ومواصلاً عطاؤه الثقافي بإصرار وأمل.
الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار