رغم مرور أكثر من سبعة عقود ونصف على جلاء آخر مستعمر فرنسي عن أرض سورية ما زالت ذاكرة الكثير من السوريين تختزن العديد من صور البطولة ومقارعة واحد من أقوى الجيوش في ذاك الوقت وكيف هب أجدادهم على امتداد مساحة الوطن لطرد المستعمر باذلين دون ذلك الروح والمال وكل شيء.
رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب والباحث في تاريخ دير الزور زبير سلطان يقول لمراسل سانا “لم يهنأ المستعمر الفرنسي براحة البال طوال فترة وجوده في دير الزور ويذكر التاريخ كيف ان القوات الفرنسية قدمت إلى دير الزور عن طريق البادية وانتظرت على أطراف المدينة حتى حلول الظلام وتسللت إلى داخلها في غفلة من الأهالي الذين شرعوا بعد ذلك بسلسلة من الانتفاضات والثورات ضد هذا المستعمر الفرنسي كما شارك أبناء المحافظة في كل الثورات السورية التي قامت ضد هذا المستعمر”.
ويأخذنا سلطان الى ذلك اليوم الذي قام فيه أبناء دير الزور متسلحين بغيرتهم ورجولتهم وعشقهم لوطنهم بحرق طائرات المستعمر الفرنسي في مطار دير الزور خلال الثورة التي أطلق عليها الأهالي اسم ثورة “البوعمر والبوخابور”.
ويضيف سلطان أن عدة ثورات اندلعت في المحافظة ضد الفرنسيين منها الثورة في منطقة خشام/ وثورة /الشلاش إضافة للمعركة الكبرى في منطقة الجلاء والتي تمكن فيها الثوار من القضاء بالكامل على كتيبة فرنسية بعدتها وعديدها مشيراً إلى أن تلك الفترة شهدت تشكيل تنظيمات سياسية وعسكرية لمقاومة الاحتلال الفرنسي كان أبرزها “تنظيم الكتلة الوطنية للقمصان السود” قبل أن تنضم في الـ 29 من أيار عام 1945 دير الزور ريفاً ومدينة إلى انتفاضة دمشق حيث رفع العلم السوري في البوكمال وطرد أبناؤها الجنود الفرنسيين لتكون أول منطقة يتم فيها جلاء المستعمر الفرنسي من الأراضي السورية.
وكان من الثوار الذين ساهموا بطرد الفرنسيين من البوكمال حسب الباحث سلطان.. سليم الأصيل وصبحي بنود ومشرف الدندل وأبناء الجراح وغيرهم لتمتد الثورة إلى الميادين التي شهدت ما سمي حينها “دقة السنغال” التي أسفرت عن طرد الفرنسي من الميادين بالتزامن مع مواصلة أبناء مدينة دير الزور مقاومة الاحتلال ومهاجمة المقرات الفرنسية وكان لهم دور مهم في تحرير كامل التراب السوري من المستعمر الفرنسي.