الفرات : خالد جمعة
حتى يرثيه الفرات … حتى تتشح صفحاتنا بالسواد ، يرحل فؤاد بلاط ليترك الإرث الثر كمدرسة إعلامية أسس ووضع بنيانها بثقافته وسعة رؤيته ودماثة خلقه ليبقى علامة فارقة تبقى محفورة في الذاكرة لا تبرحها, ليصبح الفقد مؤلماً… وثقيلاً بلاط … الإعلامي الأبرز تشهد له ساحات الإعلام صنيعه تراجيديا الغياب الأبدي، الغياب المطلق، الغياب السرمدي،بكل قسوته وسطوته، بكل فداحته ومرارته، بكل آلامه وعذاباته، التي تغور جروحه عميقاً في القلب، وتستوطن أوجاعه في ثنايا الروح، وقد لا تبرحها، مراثي شهادات الإعلاميين تواكبها مرثية الفرات وهما يدليان بشذرات تاريخ رجل عرف كيف تكون الحياة بمعطياتها ، بعطائه المستمر ، عرف كيف يكون الرحيل فكتبه على صفحات الإعلام صيغة مُثلى تبقى خالدة ترجّل دون أن يخبر أحدا بصمت لتقرع طبول الحزن بضجيجها أروقة الإعلام ، فأحد أعلامها كتب عبارات رحيله بلغته برؤيته بثقافته بسيرته إلى عالمه السرمدي يرحل لترثيه الصحف السورية والقنوات الإعلامية عن عمر يناهز 81 عاماً. رحيل فؤاد بلاط خسارة كبيرة للإعلام الفراتي والسوري وهو الذي كرس حياته خدمة لهم ، رحمك الها فؤاد بلاط
كما نعت وزارة الإعلام الباحث والصحفي فؤاد بلاط الذي غيبه الموت صباح اليوم عن عمر ناهز 81 عاماً.
وعبر مسيرة إعلامية حافلة ومتنوعة وغنية على مدى أكثر من نصف قرن لعب الراحل دوراً أساسياً في تطوير الإذاعة والتلفزيون والإعلام السوري.
والراحل من مواليد مدينة الميادين في محافظة دير الزور عام 1940 تلقى علومه الابتدائية في الميادين والإعدادية والثانوية في حلب وتابع دراسته في جامعة دمشق حيث درس بكليتي الاقتصاد والآداب التي نال منها إجازة في الأدب الانكليزي عام 1972 كما درس العلوم السياسية في جامعة هايدبرغ بألمانيا 1962-1965 .
بدأ الراحل رحلته مع الإعلام محرراً في صحيفة الاشتراكي عام 1968 وكان من المساهمين في تأسيس اتحاد الصحفيين السوريين وشغل فيه أمين سر الاتحاد.
وخلال عمل بلاط بالصحافة شغل العديد من المراكز من مدير تحرير مجلة جيش الشعب ونائب رئيس تحرير صحيفة الثورة ومدير للتلفزيون العربي السوري ومدير عام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومدير مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني ومعاون لوزير الإعلام.
كما عمل بلاط مستشاراً لجهات عدة ونائباً لرئيس المجلس الوطني للإعلام وانتخب عضواً لمؤتمر اتحاد الصحفيين العالمي وعضواً في الاتحاد العالمي للإذاعة والتلفزيون وهو عضو المجلس الدائم لاتحاد الصحفيين العرب مدة عشرين عاماً.
وشارك الراحل في العديد من المؤتمرات المحلية والعربية والدولية وكتب في عدد كبير من الصحف والمجلات المحلية والعربية والدولية وألقى عدة محاضرات في مجال الصحافة والسياسة والإعلام داخل سورية وخارجها.