سيرة من عنفوان المقاومة والصمود والرؤى القومية في حماية الوطن وحقوق الأمة ووجودهما جاءت بأقلام مجموعة من الكتاب والسياسيين والعسكريين ورجال الدين سوريين وعرباً موثقين فيها صفحات مشرقة من تاريخ صمود سورية متمثلة بمواقف السيد الرئيس بشار الأسد وثوابته المبدئية وقيادته للبلاد وسط المحن.
الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية بينت في تقديمها لكتاب (القائد الأسد صفحات مشرقة من تاريخ الصمود) الذي أشرفت عليه أن “الرئيس الأسد حمل مشعل النضال فكراً وتنويراً وإبداعاً وإقداماً وبسالة وتلاحماً مع القوى الوطنية المقاومة بقناعة كاليقين أن النصر آت وأن أهداف الكفاح إلى تحقق وسيفتح التاريخ صفحات جديدة تستعيد فيها الشآم سيرتها الأولى”.
وأشارت الدكتورة العطار إلى “أن الرئيس الأسد استمر في كل خطبه وكلماته يرتقي بنا إلى آفاق مستقبلية ترسم بالنظرة الصائبة واستشراف الآتي بالفكر الواعي والقلب الشجاع والضمير وأن الدور الذي تقوم به قيادته بالغ الأهمية والأثر في المرحلة الصعبة الراهنة للأمة العربية كلها ما دام هو القائد الكبير المتمرس الذي أخذ موقعه القيادي في ساح المعارك وظل يقبض بيديه على قضايانا وينهض لنصرتها نهوض القادة العظام في تاريخنا العربي”.
وأكدت الدكتورة العطار “تحلي الرئيس الأسد بصفات تجعله الأكثر كفاءة في فهم حاجات أمته وقضاياها الناشئة بوجه سياسات عربية وأجنبية مموهة بأيديولوجيات مضللة تمارس التعسف والتعصب والمحاولات المتواصلة لتذويب شخصيتنا واستلاب حريتنا وأرضنا وفي الصدارة فلسطين والجولان المحتل إضافة إلى خيانات عربية لم تكن محسوبة من قبل وبهذا الشكل التطبيعي التعيس المتمادي”.
الكتاب الذي يقع في 544 صفحة من القطع الكبير والصادر عن الهيئة السورية العامة للكتاب ضم بين دفتيه مقالات لـ 28 شخصية سورية وفلسطينية وأردنية ولبنانية ومصرية وتونسية ومغربية حيث كتب وزير الخارجية اللبناني الأسبق الدكتور عدنان منصور في مقال بعنوان (قائد سورية وقدرها).. إنه على مدى سنوات من الحرب المفروضة على سورية كان المتآمرون عليها من أجانب وعرب الذين أسسوا للعدوان ورسموا الخطوط العريضة يراهنون على السقوط الحتمي للدولة السورية ويعتبرونها مسألة وقت لكن الرئيس الأسد لم يفرط بشعبه وبالأرض والسيادة ولم يتخل لحظة عن تمسك سورية بمبادئها الثابتة وقضايا أمتها العادلة وعلى رأسها فلسطين ولم يدخل في مشاريع التطبيع مع العدو أو مهادنته بل آزر المقاومة في فلسطين ولبنان للتصدي لسياسات قوى التسلط والاستغلال.
رئيس حركة الشعب اللبناني وأحد أبرز مؤسسي الجبهة العربية التقدمية السياسي اللبناني نجاح واكيم تحدث عن (الرئيس بشار الأسد المرحلة والرجل) حيث أكد أنه منذ عشرين عاماً تدور أعنف المعارك السياسية في المنطقة كانت سورية خلالها ستالينغراد هذه الحرب العالمية لتعلن أن ما بعد انتصارها في هذه الحرب ليس كما قبله.
الناطق الرسمي للجبهة العربية التقدمية الدكتور علي بوطوالة من المغرب أشار في مقال (سورية من الانتصار العسكري على التحالف الدولي إلى إعادة البناء المجتمعي) إلى أن صمود سورية وانتصارها على العدوان متعدد الدول والجنسيات يعد إنجازاً تاريخياً جعل المعتدين يحاولون الالتفاف حوله لتعويض هزائمهم وسقوط مشروعهم حيث لجأت الإدارة الأميركية لتصعيد الحرب الاقتصادية ضد سورية مؤكداً أن القيادة السورية كما نجحت في إدارة الحرب بحنكة وذكاء ستنجح في إخراج البلاد من الدمار باعتماد الذكاء الاقتصادي.
الدكتور محمد زهير حمدي الأمين العام للتيار الشعبي التونسي توقف في مقالته بعنوان (سورية .. نضال قائد وشعب) عند أهمية المؤسسة العسكرية لحماية المنجز الوطني حيث شكل الجيش العربي السوري نموذجاً مثالياً للجيوش الوطنية القوية وأكد استحالة الفصل الموضوعي بين السياسات الدفاعية والاقتصادية والاجتماعية والقرار السياسي المستقل للدولة وعضوية العلاقة بين الجيوش الوطنية والمشروع الوطني السيادي.
واستعرض الأمين العام المساعد للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور جمال علي زهران من مصر في مقال (سورية قلعة الصمود والمقاومة ومنصة تغيير النظام الدولي) أسباب التآمر الأميركي الصهيوني على سورية ومنها قيادتها لتيار المقاومة والممانعة للتصالح أو الاعتراف بكيان الاحتلال ومجابهة المشروع الصهيو اميركي وامتلاك سورية قدرات عسكرية كبيرة وهو ما أكدته بحوث المعاهد الاستراتيجية العالمية فضلاً عن ما تحظى به من نفوذ إقليمي كبير بالإضافة إلى امتلاكها الاكتفاء الذاتي في جميع السلع الغذائية الأمر الذي جعلها خارج ممارسة الضغوط الخارجية على صناع القرار السياسي.
الدكتور راضي الشعيبي مؤسس اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات استعاد في مقال (الدكتور بشار حافظ الأسد العنوان والقبطان وصمام الأمان) تفاصيل المقابلة التي حظي بها مع الرئيس الأسد خلال مؤتمر للمغتربين استضافته دمشق وما استخلصه خلالها من تفاصيل علقت بذاكرته تخص فكر وشخصية الرئيس الأسد من إرادته القوية وشجاعته وتمسكه بعروبيته وثقافته العلمية والتاريخية والجغرافية العالية وتأكيده وفاءه لفكر وقول الرئيس المؤسس حافظ الأسد بخصوص القدس وفلسطين.
أما الأب الياس زحلاوي فأوضح أن الرئيس الأسد منذ عشرين عاما خلت وهو يواجه أعاصير مدبرة هدفت إلى اقتلاع سورية لكنه لا يزال واقفاً كالطود في هدوء ونبل يلقى بها جميع من يلتقيه مستمداً قوته من سورية الأمس واليوم لافتاً إلى أن “سورية المصلوبة منذ عشر سنوات تقف ملتفة حول قائدها الشاب في يقين القيامة الكونية الآتية”.
الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي سميح خريس من الأردن أجاب في مقال له بعنوان (الرئيس السوري ومواجهة العدوان) حول سؤال طرحه عن سر صمود الدولة السورية مبيناً أنه يكمن في شجاعة الرئيس الأسد وحنكته وحرفية الجيش العربي السوري وإرث المؤسس حافظ الأسد وتكشف حقيقة المعارضة الخارجية وارتهانها لأجندة العدوان على سورية ومموليه.
عضو اتحاد الكتاب العرب الدكتورة ناديا خوست بينت في مقال لها بعنوان (استراتيجية صحيحة وأداء أنيق) أن الرئيس الأسد عندما انتخب رئيساً للجمهورية العربية السورية تزامن ذلك مع هيمنة المعسكر الغربي دولياً واختلال التوازن العالمي لصالح كيان الاحتلال الصهيوني وتسارع بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع معه وغزو العراق وانتصارات المقاومة وسعي الإدارة الأميركية لفرض خارطة الشرق الأوسط الجديد وصولاً إلى الحرب متعددة الأشكال التي تعرضت لها سورية في السنوات العشر الأخيرة مواجهاً كل ذلك بالثوابت السورية الراسخة والحفاظ على السيادة الوطنية وارتباط الجيش العربي السوري بالدولة والشعب.
عضو اللجنة الدستورية السورية الأديبة أنيسة عبود أوضحت في مقالها بعنوان (الرئيس بشار الأسد الانتماء والهوية) أن ما يجري في سورية حالياً من قتل وتخريب وسفك للدماء حدث سابقاً على أيدي غزاة من تتار وعثمانيين وفرنسيين وصهاينة وأميركيين ولكن الشعب السوري مازال يؤكد انتماءه ويحدد هويته العربية معطيا العالم درسا في الانتماء للوطن والدفاع عن الأرض والقيم والثوابت فالبوصلة ستظل إلى فلسطين والهوية ستبقى عربية والمقاومة هي عز وكرامة.
الباحث في الشؤون السياسية والقانونية والعسكرية والاستراتيجية العميد الركن الدكتور أمين حطيط من لبنان وثق للمواقف والأداء الذي رسم مرحلة الرئيس الأسد في مواجهة التحديات وصنوف العدوان على سورية منذ ما قبل الحرب الكونية وخلالها وبعدها حيث واجه تحديات استراتيجية كبرى تجلت في تموضع سورية الاستراتيجي وموقعها في محور المقاومة والعلاقة مع لبنان والمبادرة العربية للسلام والاحتلال الاميركي للعراق وحرب تموز وصولاً إلى العدوان على سورية حيث أقحمت أميركا كل الأدوات التي يمكن زجها في العدوان لكن سورية حافظت على بقائها عبر قائد عرف كيف يتخذ القرار الدفاعي وكيف يمارسه وشكلت مواقفه نموذجاً فريداً من النماذج القيادية الناجحة.
وجاءت باقي الشهادات عميقة في طروحاتها تناولت مفاصل غنية عاشتها سورية والأمة تزامنت مع قيادة الرئيس الأسد للبلاد منذ عام 2000 من دعمه لحركات المقاومة العربية ودفاعه عن سورية ومواجهته العدوان عليها وعلى الأمة وموقفه الثابت من فلسطين وتأكيده على الانتماء والهوية وايمانه بدور سورية المحوري العربي الريادي ومنظومته الأخلاقية والسياسية وقيادته لسورية في مراحل استثنائية وموقفه المتجذر في الصراع مع الكيان الصهيوني.
ومن عناوين المقالات في القسم الأول (القائد الأسد مسيرة باسلة شامخة) للواء الدكتور حسن حسن فيما تضمن القسم الثاني (صمود الأسد .. سقوط عشرية النار والدم) للدكتور وسيم بزي من لبنان و(الانتخابات الرئاسية معركة الوطن) للدكتور حسن حمادة من لبنان و(الرئيس الأسد الذي دعم المقاومات العربية وحافظ على الكيان السوري) للأستاذ نضال حمادة من لبنان.
كما تضمن هذا القسم مقالات بعنوان (سورية والأسد وفلسطين) للأستاذ غسان الشامي من لبنان و(هكذا قال الأسد) للأديب بديع صقور و(القائد بشار الأسد القضية والموقف) للأديب مالك صقور و(الرئيس بشار الأسد قلب سورية وعقلها وضمير العرب) للدكتور الفلسطيني ابراهيم علوش و(الأسد منظومة أخلاقية وسياسية عابرة للقارات) للدكتورة رغداء مارديني و(أسد سورية الريادة والرؤيا) للأستاذ غسان مطر من لبنان و(الرجل الاستثنائي في المرحلة الاستثنائية) للإعلامي رفيق نصر الله من لبنان و(سورية الصراع مع الكيان الصهيوني ودور الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد) للدكتور جمال واكيم من لبنان.
أما القسم الثالث والأخير فتضمن عناوين (بشار الأسد وفلسطين صفحات فلسطينية مشرقة عشناها معاً) للدكتور طلال ناجي من فلسطين و(القائد بشار الأسد دراسة في السمات الرئيسة لشخصيته السياسية الاستراتيجية) للدكتور خلف الجراد و(حقائق وانطباعات في لقاءين من سبع ساعات مع الرئيس بشار الأسد) للكاتب السياسي تحسين الحلبي من فلسطين.